التوسع العمراني بين التخطيط والوقاية من الأخطار الطبيعية دراسة الفيضانات بمدينة المسيلة

Résumé: تعتبر الفيضانات الكارثة الأكثر حدوثا في جميع أقطار العالم، باعتبارها كارثة طبيعية خاضعة للخصائص التكوينية للأرض ككوكب معروف بمصادره المائية الهائلة جراء المناخ السائد به عبر التاريخ و طبيعة جغرافية الأرض في حد ذاتها،و الفيضانات هي ارتفاع نسبة الماء في الأنهار و الأودية ، التي تؤدى إلى غمر الأرض .فالحضنة كانت عبارة عن بحيرة داخلية خلال الفترة الجيولوجية (نيوليتيك) ، و نتيجة إلى الزلازل ذات الشدة العالية التي تعرضت لها هذه المنطقة تسببت في تغيرات جغرافية ، و بوجود عوامل و تغيرات جيو مناخية تشكل حوض كبير ( شط الحضنة )، و بعد تشبعه بالحجارة و الطين الصلب من الجبال جراء الفيضانات القوية اختفت هذه البحيرة لتتكون بعدها السبخة ، كل هذه النشاطات الطبيعية تأهل و تجعل المنطقة مهددة دائما بهذا الخطر .و لوجود السلسلتين الجبليتين اللتين تحيطان بمنطقة الحضنة تجعلان منها مجمعا طبيعيا لمياه الأمطار الصابة من الأحواض نحو الوديان ( فيضانات الأودية ) الموجودة بالشمال ، أودية ( اللحم ، القصب ، لقمان ، سوبلة ، سلمان ) و الجنوب أودية ( ميطر ، الشعير ، مسيف ) كما أن الخصائص الجغرافية للجبال ساهمت في سرعة سيلان الأمطار مما يؤدى إلى فيضانات ذات شدة عالية على مستوى الوديان و التي تشكل خطرا حقيقيا على الأشخاص و الممتلكات . لذلك تطرقنا في بحثنا هذا إلى التعريف بشط الحضنة ، و كذلك بينا آثار الفيضانات على التجمعات الحضرية المتواجدة على محيط شط الحضنة ، وبما أن مدينة المسيلة و محيطها البلدي يعد من بين هذه التجمعات ، قمنا بدراسة تحليلية أثبتنا فيها التعرض الدائم لهذه المدينة لخطر الفيضانات ، وبعد ذلك أبرزنا علاقة هذا الخطر بمخططات التهيئة و التعمير المنجزة على مستوى هذه المدينة ، و في الأخير استخلصنا بان خطر الفيضانات لا تأخذ بعين الاعتبار في عمليات التهيئة التي تنجز على مستوى منطقة التوسع الحضري لمدينة المسيلة.

Publié dans la revue: