الحرية الدينية والفكرية

Résumé: يتناول البحث مفهوم الحرية الدينية والفكرية في الإسلام، مؤكدًا أنها مُكرَّسة في النصوص القرآنية مثل آية "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، والتي تُرسِّخ مبدأ الاختيار الحرّ في الاعتقاد دون إجبار. ويُبرزالبحث أن الإيمان الصحيح ينبني على الاقتناع العقلي والقلبي، مثل موقف الإمام عليّ – رضي الله عنه - رفضه الخلافة إذا قُيِّد اجتهاده. كما يُقارن بين الإسلام والديانات الأخرى، مشيرًا إلى سبقه في تحرير العقل واحترام الرأي، في حين عانت أوروبا من قمع المفكرين كسقراط وجاليليو. ويُناقش البحث إشكالية الردة وحدود الحرية، مُوضحًا أن العقوبات ليست على الاعتقاد بل على الأفعال التي تُهدِّد أمن المجتمع، مع الاستشهاد بآراء علماء كالشيخ الشعراوي ومحمد الغزالي. كما يرد على انتقادات حول تناقض "لا إكراه" مع أحكام الردة، مؤكدًا أن الإسلام شرع الجهاد لحماية حرية الاختيار، لا لفرض الدين. يستند البحث إلى نماذج تاريخية كتعايش أهل الذمة في الدولة الإسلامية، حيث حافظوا على شعائرهم مقابل الجزية، مؤكدًا أن التعددية الدينية سُنَّة إلهية. كما يشير إلى آيات مثل "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" التي تعكس احترام التعدد. يُبرز أن الحرية في الإسلام لا تعني الفوضى، بل تحميها ضوابط أخلاقية وقانونية تحفظ حقوق المجتمع، مع تفريق بين حرية الاعتقاد وحرية التعبير المُضرّة. أخيرًا، يتناول التحديات المعاصرة كالانفتاح الثقافي، داعيًا إلى تجديد الخطاب الديني لمواكبة متطلبات العصر دون التنازل عن الثوابت.

Publié dans la revue: رسالة المسجد