الاحتلال الفرنسي ومقاومة الأمير عبد القادر (1830 – 1847) من خلال وثائق الأرشيف المغربي
Résumé: يتعلق الموضوع بالاحتلال الفرنسي لمدينة الجزائر وردة فعل الجزائريين تجاه هذا الغزو خاصة بعدما بادر الفرنسيون منذ إعلانهم عن احتلال الجزائر إلى التعجيل بنشر قواتهم على الأراضي الجزائرية، في أكبر حركة استيطانية على حساب الجزائريين، الذين تعرضت أراضيهم للمصادرة، وفي المقابل بدأ يزداد عدد المستوطنين، حيث قدمت لهم الإدارة الاستعمارية عدة تسهيلات وضمانات وإغراءات، وكان الهدف من ذلك الحصول على قوة إضافية لترسيخ وتثبيت قاعدتها الاستعمارية، ونشر منطق القوة والتغلب، وبالتالي تفكيك البنية الاجتماعية للمجتمع الجزائري، وتشتت قبائله بواسطة مصادرة أراضيهم، وكذلك من أجل القضاء على نفوذ الزوايا في الريف الجزائري، وشل دورها الثقافي والاجتماعي وحتى السياسي، للتصدي لأية مقاومة محتملة، واتخاذ الجزائر نقطة انطلاق لاحتلال المناطق المجاورة، وخاصة المغرب، حيث كان الاستعمار الفرنسي يهيئ لإلحاقه بالجزائر، بدليل وجود المخطط الذي وضعه الجواسيس لاتجاهات الحركة الاستعمارية الفرنسية، فكانت الجزائر بالنسبة لفرنسا تمثل مفتاح القبة، فوقع الاحتلال في 05 جويلية 1830 بعدما عجزت حكومة الداي عن صده، وسلم مفاتيح الجزائر بعدما وقع على معاهدة الاحتلال، وبذلك اعتبر الفرنسيون أنفسهم ملاكا شرعيين للأراضي الجزائرية، وأصحاب سيادة مطلقة على سكانها بعد رحيل السلطة العثمانية، ولقد أكدت معاهدة 05 جويلية 1830 ضعف الإدارة العثمانية وهشاشة نظامها السياسي والعسكري وفشله في الدفاع عن الايالة، ومع هذا الفراغ القانوني الرهيب الذي تركه رحيل الداي حسين، انتشرت الفوضى في أنحاء بايلكات الجزائر، وبخاصة بايلك الغرب، بعدما فشل الباي حسن في مواجهته للقوات الفرنسية وتخاذل أمامها، ثم انسحب بعدما أخذ ممتلكاته.ونتيجة لهذا الوضع الخطير الذي آلت إليه البلاد، وبخاصة في بايلك الغرب الغربي، التقت مجموعة من زعماء قبائل بني هاشم والبرجية، وبني عامر في منطقة معسكر، ونتج عن هذا اللقاء الإجماع بتعين الشيخ محي الدين لقيادة المقاومة الوطنية للاستعمار الفرنسي، وكان للشيخ محي الدين نفوذ في المنطقة، أهلته لقيادة معارك كبرى ضد القوات الفرنسية، سجلتها لنا المصادر التاريخية، فكانت الأولى معركة خنق النطاح الأولى في أبريل 1832،ورأس العين وسانت أندري في ماي 1832،وخنق النطاح الثانية في أوت 1832، ولقد شارك عبدالقادر بن محي الدين في هذه المعارك، وكان يدافع عن الوطن بحماس وشجاعة، ومن خلال هذه المواجهة ترسخت لدى عبد القادر فكرة أن فرنسا لا يمكن مواجهتها، إلا بإنشاء دولة لها سلطتها وكيانها ومؤسساتها العسكرية، وهذا ما سعى إلى تحقيقه منذ حصوله على البيعة الخاصة في 27 نوفمبر 1832، فالأمير عبدالقادر يعتبر من أهم الرجال الذين أنجبتهم بلادنا خلال القرن التاسع عشر لما قام به من أعمال، وما بذله من جهود للقضاء على الاستعمار الفرنسي، ودوره في إعادة بعث وإحياء الدولة الجزائرية الحديثة، هذا المقاوم الذي جمع بين الدين والسياسة، وبين الفكر والحرب.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!