الماء كسلعة اقتصادية : دراسة عملية على الجزائر

Résumé: يجمع علماء البيئة على المستوى العالمي أن الألفية الثالثة هي ألفية الذهب الأبيض (الماء الصالح للشرب)، فأهميته حاضرا ومستقبلا تفوق أهمية الذهب الأصفر النادر وتوفق أيضا أهمية الذهب الأسود (البترول). إن زيادة الطلب على هذه السلعة الضرورية والاستراتيجية من جهة وتراجع احتياطها على المستوى العالي من جهة ثانية وانعدام التكافؤ في توزيعها جغرافيا وطبيعيا من جهة ثالثة، من العوامل القوية والداعية لإعداد دراسات استشرافية تنبؤيه تتخصص في مسائل الماء على المستوى الإقليمي والدولي. فهناك العديد من القمم والندوات العالمية المتخصصة في مجال الماء، آخرها قمة باريس التي تناولت موضوع ندرة الماء وتداعياتها الصحية والاقتصادية. فحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة P.N.U.E فإن ¼ ربع سكان العالم سيعرف نقصا شديدا في المياه الصالحة للشرب مع مطلع القرن الواحد والعشرين 21. وحسب الاحصائيات المنبثقة عن قمة باريس فإن إفريقيا تعد من المناطق الأقل استهلاكا لهذه المادة بحيث قدر استهلاك الفرد اليومي 30 لترا يوميا في حين أن معدل الاستهلاك الفردي في فرنسا قد بـ 300 لتر وأن هذا المعدل يتجاوز 900 لتر في الولايات المتحدة الأمريكية U.S.A. إن الجزائر كدولة إفريقية رغم إمكاناتها الهائلة من المياه الصالحة للشرب وتنوع مصادرها المائية (المياه الجوفية، المجاري المائية) تسجل نقصا شديدا في المياه الصالحة للشرب على مستوى المناطق الحضرية الرئيسية وبالخصوص في فصل الحرارة وما يتولد عنها من أمراض خطيرة عند الأطفال خاصة. إن الورقة التي نقدمها في هذا الملتقى تتناول بالدراسة والتحليل العناصر التالية من تحليل مشكلة المياه في الجزائر من جانبي الوفرة والوسائل وتقدير الاحتياجات من المياه الصالحة للشرب وضرورة التركيز على استراتيجية تنموية تعتمد على الحاجات الأساسية وفي مقدمتها الماء.

Publié dans la revue: إدارة