دلالة المجاز في القرآن الكريم " السور السبع الطوال أنموذجا " : دراسة بلاغية

Résumé: لقد اهتمّ علماؤنا منذ القرن الثّاني الهجري بالبلاغة العربيّة، فأسّسوا قواعد تحكم الملكات الفطريّة والسّليقة اللّسانيّة، وشرعوا في وضع حدّ للبلاغة وأنواعها، وبيان مختلف قضاياها ومباحثها. ولعلّ من أهمّ مباحث هذا العلم الشّريف المجاز اللّغوي الذي له اهمية في تسهيل عملية التّخاطب إذ به لا يجد المتكلّم صعوبة في انتقاء ألفاظ يعبّر بها عن مقاصده على أكمل وجه وأحسن صورة، فدون اللّجوء إلى المجاز يصعب التّواصل واختيار الألفاظ . وقد اختلف دارسو البلاغة في قضيّة المجاز من حيث إثباته ونفيه، فمنهم من أنكر وجود المجاز مطلقا كالإمام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية، ومن قبلهما الإمام أبو إسحاق الإسفراييني، بينما أثبت جمهور البلاغيّين المجاز في اللّغة وعلى واجهتهم عبد القاهر الجرجـاني والقاضي عبد الجبّار والباقلّاني وغيرهم كثير، ورأوا فيه مزيّة من مزايا اللّغة العربية، وقالوا إن اللّغة مجاز في أكثرها، وقد انتشرت هذه الظّاهرة البلاغيّة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وعلى ضوء هذا كان عنوان بحثنا موسوما بـ : " دلالة المجاز في القرآن الكريم: السّور السبع الطوال أنموذجا- دراسة بلاغية – "، واختيارنا السور السّبع الطوال كأنموذج للدراسة لما تحتويه من أنواع مختلفة للمجاز، ولكونها متتابعة في ترتيب المصحف العثماني كالتالي : سورة البقرة، ثم آل عمران، ثم النساء، ثم المائدة، ثم الأنعام، ثم الأعراف، فالأنفال، علاوة على ذلك فالسّبع الطوال هي سور مدنية إلّا سورة الأنعام فهي مكّية ولقد طرحت هذه الدّراسة عدّة إشكاليات مركزيّة وحاولت أن تجيب عنها والتي من أهمّها : 1- ما دلالة المجاز وتجلّيها في السّور السّبع الطّوال من القرآن الكريم ؟ 2- هل توفرت في السّور السّبع الطوال جميع الأنماط المجازيّة المعروفة في البلاغة العربيّة ؟ 3- ما هو النّمط الغالب للمجاز في السّور السّبع الطّوال ؟ 4- هل تختلف المجازات بين كلّ سورة من سور السبّع الطّوال ؟ اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، باعتبار أن البحث يحاول اكتشاف الظواهر البلاغية (المجازية) ولا يتم ذلك إلا بعملية وصفية تحليلية، وقد يعتمد البحث على المنهج التاريخي خاصة في الفصل الأول الموسوم بـ: تمهيد عن المجاز في التّنظير البلاغي، ووفقا لهذا المنهج قمنا بتقسيم البحث إلى أربعة فصول تتّقدّمهم مقدّمة وتليهم خاتمة على النحو التالي: أمّا المقدّمة تم تقديم تصوّر ملخّص عن هذه الدّراسة والتي تناولنا فيها : إشكالية البحث، والمنهج المعتمد في الدِّراسة. والفصل الأوّل كان فصلا تمهيديا للمجاز في التنظير البلاغي، وقد حوى تعريف أصل المجاز وبيان أقسامها وتطرّقنا فيها إلى إثبات المجاز في اللّغة والقرآن الكريم وأصحابه من أصوليّين ومفسّرين وبلاغيّين، ثمّ نفي المجاز سواء في اللّغة والقرآن معا، أم في القرآن الكريم دون اللّغة، وبعدها إلى تعريف المجاز العقلي والمرسل وبيان علاقاتهما وقيمتهما البلاغية، ثم الاستعارة بتعريفها وبيان أقسامها وقيمتها البلاغية . والفصل الثاني عنون بـدلالة المجاز العقلي والمرسل في السور السبع الطوال من القرآن الكريم، وقسّمناه إلى قسمين : دلالة المجاز العقلي في السور السّبع الطوال من القرآن الكريم، ودرسنا فيه بعض الآيات الكريمات التي تحتوي على مجاز عقلي، ودلالة المجاز المرسل في السّور السّبع الطّوال من القرآن الكريم، وتناولنا فيه دراسة الآيات التي تحوي مجازا مرسلا، أمّا الفصل الثالث والأخير فقد كان بعنوان : دلالة الاستعارة في السور السبع الطوال من القرآن الكريم وهو على قسمين، دلالة الاستعارة التّصريحيّة في السّور السّبع الطّوال من القرآن الكريم ودرسنا فيه الآيات الشاملة لاستعارات تصريحيّة، ودلالة الاستعارة المكنية في السّور السّبع الطّوال من القرآن الكريم، وفيه دراسة للآيات التي تحوي استعارات مكنيّة وأخيرا ختم البحث بخاتمة فيها أهم النّتائج المتوصّل إليها .

Publié dans la revue: