- شعرية الرثاء في الشعر الجزائري الحديث و المعاصر - دراسة فنية أسلوبية

Résumé: يحاول البحث إلى كشف أهم جذور شعر الرّثاء في الشّعر الجزائريّ الحديث والمعاصر، وامتدادات التّاريخيّة في الأدب الجزائريّ القديم،وذلك بالتّعرّف على أهم الشّعراء الجزائريين القدامى، بداية من عهد الدّولة الرّستميّة،وما تلاها من دويلات عاشت،وظهرت في الجزائر،وشهد بوجودها وحفظ إنجازاتها الحضاريّة،تاريخ العصر الوسيط،كالدّولة الحماديّة،والدّولة الزّيانيّة،وصولاّ إلى عهد الأتراك العثمانيين، فكان شعر الرّثاء حاضراً في كلّ هذه العهود،وذلك ما يقرأه المتلقي في أشعار بكر بن حماد،وابن رشيق القيروانيّ،وعفيف الدّين التّلمسانيّ،والسّلطان أبوحمو موسى،وعبد الكريم بن الفكون، ومحمّد المكيّ بن عزوز الجزائريّ،ومحمّد الدّيسيّ، والربيع بوشامة،ومحمّد الأخضر السّائحيّ، وغيرهم. لاغرو بأنّ الفنّ الأدبيّ إذا توافر دوافع وأسبابه،فإنّه لا يقطع الصّلة بماضيه بل سيواصل حتماً سيرة أسلافه محاكيّاً ومقلّداً تارة،ومبتكراً ومبدعاً تارة ثانيّة،وحتّى يُــثْبِتَ فنّ الرّثاء الجزائريّ الحديث والمعاصرعلى وجوده، وعراقة أصوله،سارع رواده إلى الكتابة في رثاء العلماء والأدباء،ورثاء الرّؤساء والزّعماء والقادة،ورثاء الأبطال والشّهداء، في قصائد شعريّة تباينت في شكل عرضها، بين الشّكل العروضيّ التّقليديّ، وشعر التّفعيلة الحديث. وحتّى يكون البحث عملي،تمّ اختيار ثلاثة أعلام من الشّعراء الجزائريين المخضرمين،هم:((محمّد العيد آل خليفة، وأحمد سحنون،محمّد باي بلعالم))،شاركوا في حياتهم بتجاربهم الشّعريّة المختلفة،تمت دراستها دراسة فنيّة أسلوبيّة،بهدف التّعريف هؤلاء الشّعراء، والتّعرف على مدوناتهم،وما احتوتها من عناوين شعريّة مخصصة لشعر الرّثاء،وأنواعه،وتحليل بعض النّماذج منها تحليلاً أسلوبياًرغبة في الوقوف على ما جاء فيها من شعريات مختلفة،وما ميّزها من ظواهر على المستويات الأربعة:(الصّوتيّ/ المعجميّ /الترّكيبيّ/الدّلالّي).وباعتماد المنهج الوصفي القائم على التّحليل،تــمّ استخلاص جملة من النتائج،من أهمها:للشعر الرّثاء الجزائريّ الحديث امتدادات تاريخيّة في الأدب الجزائريّ القديم، شهدت على ذلك قصائد شعراء الدّويّلات المتعاقبة،مما جعل حضور شعر الرّثاء في الشّعر الجزائريّ الحديث والمعاصر أمر طبيعيّ من بداية الاحتلال الفرنسيّ وما بعده،في المدونات الشّعريّة، والتي ألفها الشّعراء الجزائريّون، كما اعتماد الشّعراء الثّلاثة المبحوثة مدوناتهم على أساليبهم الشّخصيّة،والمصقولة بثقافاتهم الدّينيّة والكونيّة، جعلتهم يتباينون على المستويات الرّئيسة( الصّوتيّ، والمعجميّ، والتركيبي،والدّلاليّ).

Publié dans la revue: