العلوم الإنسانية وإشكالات النشأة: من الفلسفة إلى العلم

Résumé: تعد العلوم الإنسانية علوما حديثة النشأة ارتبط ظهورها بسياق التطورات العلمية في القرن 19م، إذ كانت تتموقع داخل حقل الفلسفة، وهذا ما أضفى على الدراسات الإنسانية في أبعادها المختلفة طابعا ميتافيزيقيا تجريديا، أدى إلى تأخر تصنيفها ضمن المنظومة المعرفية العلمية، وإنْ كانت تلك البحوث في مرحلتها الفلسفية بما لها من أهمية قد شكّلت أرضية معرفية أسهمت في التمهيد لتأسيس هذه العلوم في العصر الحديث، واتخاذها من النموذج المعرفي في العلوم الطبيعية والتحولات المعرفية في هذا المجال كمرجعية لها بتحديد حقلها العلمي الخاص بها وذلك بمراعاة التركيبة الإبستمولوجية المعقّدة لها، ممّا أثار نقاشا واسعا بين العلماء والفلاسفة حول نشأتها ومشروعية علمية العلوم الإنسانية وموضوعيتها بالنظر إلى الإشكالات المعرفية التي تكاد تجعل البحث في نطاقها مستعصيا لصعوبة الفصل في العديد من القضايا الإنسانية المعقدة والمركبة. Human sciences are modern sciences whose rising was linked to the context of scientific developments in the 19th, as they were placed within the field of philosophy. This has granted human studies in their diverse dimensions an abstract metaphysical aspect, which led to the delay of their classification within the scientific knowledge system. Even though, this research, in its most important philosophical phase, has constituted a knowledge background that participated in paving the establishment of this science in the modern age. Although, the research studies made use of the knowledge model in the natural sciences and the cognitive transformations in this field, as its reference point, by determining its own scientific field, taking into consideration its complex epistemological structure. This aroused a broad debate between scientists and philosophers about the emergence and the legitimacy of the human sciences and their objectivity, given the cognitive issues that almost make it hard to discuss in their scope the difficulty of separating many complex and compound human concerns.

Publié dans la revue: دراسات في التنمية والمجتمع