اعتبار العرف في مقدمات الزواج و تأثيره على دعم الإجتهاد القضائي

Résumé: اهتم الشارع الحكیم بعقد النكاح اهتماماً بالغاً، ومیزه عن باقي العقود، وذلك لما له من أهمیة بالغة في حفظ مقصد مهم من مقاصد الشریعة الإسلامیة ألا وهو حفظ النسل، فرتب حقوقاً وواجبات للزوج على زوجته، وللزوجة على زوجها، وكذلك قرر حقوقاً مشتركة بین الزوجین، وأوجب مراعاة كل هذه الحقوق لتستقر الحیاة الزوجیة وتقوى الرابطة الأسریة التي هي اللبنة الأساسیة في بناء المجتمع . الأسرة تحتل مكانة متقدمة من اهتمام الشریعة، و ذلك بتنظیم الحیاة الزوجیة بإقرار الحقوق والواجبات المتعلقة بكل من الزوجین، وقد راعت العرف في كثیر من الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصیة عامة، والأحكام المتعلقة بحقوق الزوجة خاصة ، وقد أقر الإسلام أعرافا كانت موجودة في الجاهلیة، لأنها توافق الشریعة، بینما رفض وألغى أخرى خالفتها. إن قانون الأسرة الجزائري المعدل و المتمم بالأمر 05/02 جاءت معظم مواده مستمدة من الشريعة الإسلامية، التي اعتمدت في كثير من مسائل الزواج على العرف، فهو بطريقة غير مباشرة يعتمد في نصوصه عليه، خاصة وأن مسائل الزواج وآثاره، الكثير من أحكامها أعطت اعتبار لأعراف الناس. و عليه ، ولما كان العرف هو لب ومحور حیاة الناس العملیة والحاكم و القابض على كثیر من التعاملات بینهم، و لما كانت أعراف الناس متغیرة و متجددة تبعاً لتغیر الزمان والمكان، مما یؤثر على التطبیقات الفقهیة و القانونية و القضائية المختلفة، فقد قررت البحث في مدى تأثیر العرف على مقدمات الزواج ألا وهي الخطبة.

Publié dans la revue: التراث