نظريات الحكم الراشد بين إكراهات التطبيق ومراعاة حقوق الإنسان رؤية ابستيمولوجية للمفهوم

Résumé: إن عملية الربط بين المفاهيم كالعدالة، الإنصاف، المساواة، المصلحة الخاصة، المصلحة العامة، الحرية الفردية، الصراع السياسي، المجال العام تدخل كلها ضمن الجهود الفكرية للارتقاء بالمستوى المادي والقيمي للإنسان الحديث، أو بالأحرى اقتداره على العيش آمنا بمجموعة من الحقوق، واقتداره على مجموعة من الواجبات. هذا المفهوم ـ الاقتدارـ الذي ازداد الاهتمام به بعد الحرب العالمية الثانية، واستقلال الكثير من الأنظمة السياسية، الأمر الذيدفع بالفكر الانساني إلى ضرورة البحث عن كيفية ترشيد الحكم السياسي فيها بمجموعة من المساطر قانونية المحلية، ودفعها إلى الانسجام مع الاعراف والقيم والقوانين الدولية. إن مفهوم الحكم الراشد كوحدة تحليلية يساعد على استيعاب المفاهيم السابقة الذكر، لإحداث التوازن القيمي والسياسي للمجتمع الكلي، كما يساهم في رقي التفكير والتدبير في كيفية اختزال أو تقييد المصالح الخاصة في الاستعداد الجماعي للاجتماع UnsocialSociabilityلبناء الصالح العام، إلى التدبير في الشؤون العامة Publicgoodstopublicaffairs (أولسن MancurOlson). إن مفهوم الحكم الراشد الحديث يحمل الكثير من المعاني التي تؤيد ضرورة كسر منطق العمل الجماعيLogicofcollectiveaction التي تغنت به النظريات الكلاسكية، فمفهوم الحكم الراشديحرر الأفراد من عبودية خدمة الصالح العام(Publicgoods)، إلى أفراد لهم مصلحة مشتركة في الصالح العام، ويحتفظون بمصالحهم الخاصة قدر مساهمتهم في ذلك(Publicaffairs). وهذا ما ينتج لنا مفهوم الرأس المال الاجتماعي، وبذلك نكون قد وضعنا يدنا على أول قاعدة صلبة للحكم الراشد.

Publié dans la revue: مجلة حقوق الإنسان والحريات العامة