الفضاء المغاربي وتحديات بناء الدولة الوطنية

Résumé: لقد خضع الفضاء المغاربي بمختلف كياناته القائمة إلى الإحتلال والنفوذ الأجنبي لمراحل تاريخية طويلة. (الجزائر 1830-1962 مثلا). ولم يكن هدف التسلط الاستعماري خلالها محصورا في مسألة استغلال الموارد و نهبها. بل تجاوزه إلى هدف أكبر تمثل في العمل على دمج المنطقة و إلحاقها بالكيان الأوربي عجر سياسات و إجراءات تراوحت بين الاستيطان والاستحواذ على الأراضي، وطمس الهوية، والتجنيس، وغير ذلك من الإجراءات السياسية والإدارية والقضائية"""، والتي صبت في نهايتها إلى مصادرة حق الشعوب في الحرية والتنمية والاستقلال. وهي الشعارات التي شكلت برنامج عمل الحركة الوطنية في نضالها ضد الاستعمار، و في تجنيد المواطنين من أجل الدفاع عن أوطانهم و افتكاك حريتهم و استقلالهم و ممارسة ذلك في إطار عملية بناء الدولة الوطنية المستقلة. لكن، وبعد مرور نصف قرن من الاستقلال أصبح جليا و أن هذه الكيانات تعيش وضع الأزمة (crise). بما يحمله المصطلح من دلالات، فقد فشلت في إنجاز التكامل الوطني و خلق الولاء المشترك، وفشلت كذلك في بناء مؤسسات المشاركة السياسية، ولم تنجح في التوزيع المنصف و المتوازن للةروات...و غيرها. و عموما فقد واجهت عملية بناء الدولة الوطنية (nation L'état) المغاربية بعد الاستقلال عدة تحديات جوهرية حالت دون تكون ذلك الجسم السياسي والحقوقي الذي ينظم حياة مجموع الأفراد الذين يؤلفون أمة على أساس قاعدة المواطنة كضامن لمختلف الحقوق وأهمها الحق في المشاركة السياسية، بعيدا عن الإقصاء والتهميش والاستبداد

Publié dans la revue: Academia