سيميائية التواصل في الأدب التفاعلي

Résumé: إن الأدب التفاعلي من نتائج التطور التكنولوجي عموما على الأدب ، و ثورة المعلوماتية خصوصا، و هو جنس أدبي حديث الولادة في حقل الإبداع الأدبي ، يظهر في مجموعة من الأشكال الأدبية : (الرواية الترابطية ، المسرح الترابطي ، الشعر الإلكتروني ، الخواطر الرقمية...)،و بناء هذه الأشكال يخضع لمفاهيم نصية جديدة تتماشى مع هذا التطور التكنولوجي و الأدبي ، فقد أصبحت الشاشة الزرقاء هي الوسيط بين المبدع و المتلقي . و سيميائيات التواصل هي من النظريات القائمة بين الأدب و التكنولوجيا، و بما أنّ للسيميائيات ارتباط بعدّة فروع معرفية و إنسانية ، فهذا ما جعل اهتماماتها مشتركة و منصبة على المجالات اللغوية و الثقافية و التواصلية، التي تبنى عليها جل الخطابات اللغوية و غير اللغوية ، ممّا أدّى إلى ظهور فروع سيميائية منضوية تحت هذا المجال المعرفي الحديث، ومنها سيميائيات التواصل التي شهدت تطورا ملحوظا خاصة أنّه كان لها الفضل الكبير في توسيع دائرة التواصل ، فأصبحت وسيلة فعّالة لاستقصاء أنماط متنوعة من عمليات الإيصال و التبليغ. و لأنّ نظرية التواصل هي مجموعة مفاهيم مرتبطة بعدد من الرموز اللغوية تعتمد على فكرة أساسية مؤداها أن كل أثر أو حدث لغوي يتضمن في ثناياه رسالة و مرسل و متلقي و شفرة. اخترنا هذا المنهج لمعالجة هذه الورقة البحثية بالتحليل و الوصف لكونه مناسبا بآلياته النقدية للكشف عن بنيات الخطابات الأدبية التفاعلية و فهم مكنوناتها ، و التوقف عند كل عناصر العملية الإبداعية و عملية تلقيه لتبيين مختلف الجوانب المحيطة بحلقة التواصل الافتراضي التي يخلقها الخطاب الرقمي ، مع العمل على رؤية و مناقشة الفكرة التي ترى عدم وجود أي علاقة بين التطور التكنولوجي و الأدب ، و ذلك للطبيعة المختلفة لكل منها ، مع العلم أنّ الأدب استفاد كثيرا من هذا التقدّم العلمي و الرقمي ، خاصة مع ظهور شبكة الإنترنت ، حيث تأثّر تأثرا واضحا لكونه مرتبطا باليومي دائما. وهذه رؤية جديدة للنص الأدبي وللإنسان والكون وللأدب بشكل عام ، أساسها التواصل الإنساني والتفاعل الإبداعي الخلاق و أساسه الوصل بين ما هو إنساني وبين ما هو تقني وهو ناتج عن إفرازات ثورة المعلوماتية الحديثة.

Publié dans la revue: مقاربات