التحديات الثقافية والاجتماعية للتنمية السياسية في الجزائر واليات تفعيلها

Résumé: عرفت الجزائر بعد الاستقلال حركة إعادة بناء واسعة وتجربة تنموية ناشئة، إلا أنها شهدت العديد من الأزمات في كل مرحلة من مراحل البناء، سواء ما تعلق منها بالتحديات السياسية أو التحديات الثقافية والاجتماعية أو التحديات الاقتصادية، أو كل هذه المشكلات مجتمعة فانعكست سلبا على تفعيل التنمية السياسية في الجزائر. كما أدى العجز المستمر للنظام وتنامي المطالب المجتمعية الرامية للتغيير إلى انفراط الرابط بين الدولة ومواطنيها، وإلى اختلال التوازنات التي كانت سائدة في ظل استفحال أزمات التنمية السياسية وزيادة حدة الأزمة الاقتصادية، فكان لها الأثر السلبي على العمل السياسي وعائقا أمام تفعيل التنمية السياسية وتجسيد الحكم الراشد، وقصورا واضحا في سير العملية التنموية الشاملة بشكل عام. كل ذلك جعل من عملية البحث عن الوسائل الناجعة لمعالجة تلك العقبات ضرورة حتمية، ودراستها دراسة معمقة ومحاولة معرفة أسبابها والنتائج التي تحدثها منعا من الوقوع في الأخطاء والفشل في عملية التنمية السياسية وأهدافها، ومن ثم فالدولة الجزائرية بحاجة إلى تبني إستراتيجية وطنية تضمن تحقيق إصلاحات عميقة في بنيتها السياسية ومنظومتها الاقتصادية وبنائها الاجتماعي الثقافي، وفق خطة تنموية محددة الأهداف ودقيقة التصور، مراعية للبيئة الاجتماعية ومواكبة للمستجدات السياسية والاقتصادية، إذا ما أرادت تجاوز مختلف الأزمات السياسية التي بات النظام الجزائري يعانيها، إستراتيجية تهدف بالأساس إلى تحقيق التنمية السياسية التي تعتبر ركيزة محورية لإطلاق قاطرة الإصلاح الديمقراطي كهدف وطني لبناء منظومة الحكم الراشد في الجزائر.

Publié dans la revue: دراسات في التنمية والمجتمع