السيرة الذاتية عند آسيا جبار

Résumé: إن تنوع الأشكال الأدبية وتعدد طرائق الخطاب السردي أدى إلى تنوع الموضوعات المطروحة وتشعبها، ولكن هذه الأنواع الأدبية على اختلاف طرائقها تجتمع في بوتقة، فكلها تسعى إلى فهم الذات ودورها في الحياة وذلك من خلال فعل الكتابة الذي يعتبر مترجما للأفكار والمشاعر، والنص الجميل الخالد هو الذي استطاع أن يصور هذه العلاقة الجدلية بين الذات والكتابة، ولعل فعل الكتابة الذي حقق ذلك بجدارة هو السيرة الذاتية والتي تعتبر فنا أدبيا مستحدثا، فارتباطها بالذات جليّ من خلال الأنا الساردة التي تمثل الأنا الفاعلة في النص. فالذات إذن هي المدار الشمسي الذي تسبح في فلكه كل جزيئات السيرة الذاتية، وهي الجذر الموضوعاتي الذي تنمو وتتفرع عنه موضوعات متعددة تخرج عن نطاق تصوير الذات إذا تصوير علاقة الذات بالوجود، وقد جاءت دراستي تحت عنوان: "السيرة الذاتية عند آسيا جبار لا مكان لي في بيت أبي أنموذجا. تضمنت مقدمة ومدخل وفصلين وخاتمة وملحق لأهم الأعلام والصور شغلت هذه الدراسة اهتمام الباحثين في الأدب وكان اقتصاري على اختيار الروائية آسيا جبار كمجال للتطبيق لأن روايتها لا مكان لي في بيت أبي هي سيرة ذاتية محضة دونت بلغة موليير، وهي عبارة عن حكي استرجاعي استعادت خلاله الكاتبة شريط قراءتها البصرية لمجتمعها ولذاتها المنفصلة الشخصية بين ذات مطيعة لقيود تكبِّلها وذات تحرِّضها على التمرد، فكانت بمثابة عرض لإشكالية الأنا في مرآة الآخر المتجسد حسب سياق الرواية في العائلة والمجتمع بخلفيته التاريخية الملطخة بآثار بصمات المستعمر وتعد آسيا جبار من رواد السيرة الذاتية حيث أنها تعمل باستمرار على إثارة موضوعات مهمة في كتابها فيما يخص الكتابة، الهوية والذات، ركزت في كتابتها على أهمية العلاقة بين الكتابة والمرأة، الصوت والجسد، صوت الأجداد والوصايا الأبوية، وهو ما جعلها تعتبر اللغة الشفوية رمز للتعبير عن هويتها وذاتها وقلعة تحتمي بها ضد المجتمع الذكوري

Publié dans la revue: