ثقافة الشعر الشعبي النسوي في طقوس الاحتفال إبان ثورة التحرير الجزائرية دراسة أنثروبولوجية على عينة من نساء منطقة الهضاب الغربية ولاية النعامة نموذجا

Résumé: لقد تميز الشعر الشعبي الجزائري أثناء الثورة التحريرية عن باقي فنون الشعر بشتى أنواعه، إذ كان له وقعا مهما على الذاكرة الشعبية بطريقة تلقائية وعفوية، دون مراعاة التنظير والتأويل، حيث كانوا يتغنون به في فترة كانت تحمل ملخصا عن معانات وكفاح ونضال شعب سلبت منه أرضه وخيراته وعرضه، دون أن نتجاهل شعراء اللغة الفصحى الذين كانوا ينظمون قصائد أذهلت كل من سمعها، والتي خلدت أهم الذكريات الوطنية التي شهدتها الفترة الاستعمارية، وبالتالي تعد الأغنية الثورية من أروع وأجمل ما تمخضت به الثقافة الشعبية. وجاءت هذه الدراسة لتبرز نوع من أنواع الشعر الشعبي الذي كانت تتغنى به النسوة في الثورة التحريرية، والذي كان تعبير عن واقع مرت به هؤلاء النسوة في هذه الفترة، اذ كان يعرف هذا النوع من الشعر الشعبي بـ: "القَوْل" أو "الحيدوس" أو ما يعرف أيضا بــ: "الصف"، فبالرغم من الاحتلال وكل طرق القمع والتنكيل الذي كان يتعرض له الشعب الجزائري في كل ربوع الوطن، إلا ان النسوة كن يحتفلن ويقمن الولائم والأعراس والختان ومواسم الحصاد إخ...، فالهدف من دراستنا لهذا الموضوع هو نفض الغبار على تراث شعبي ساهم بدرجة كبير في تدوين تاريخ الجزائر بطريقة أخرى وبأسلوب مغاير عن أسلوب المؤرخين، إذ حاولنا رصد مقاطع من كلمات كانت من تأليفهن بالرغم من انهن كن عصاميات، وابراز الدور الهام الذي لعبنه في تأريخ المراحل التي مر بها المجاهدين في إخراج الاستعمار الفرنسي من هذه الأرض، وبذلك محاولة دراسة واقعهم في تلك المرحلة دراسة انثروبولوجية ، واخترت لدراسة هذا الموضوع عينة تمثلت في مجموعة من النساء اللائي عشن في تلك الفترة، او بناتهن، واخترت ان تكون الدراسة في منطقة النعامة لأنه بعد البحث في هذا الموضوع اتضح لي ان معظم الدراسات التي أجريت كانت في مناطق عديدة من الوطن ولم توجد دراسة أكاديمية في منطقة النعامة، وخاصة اننا نملك مرجعا قيما وهو ثورة الشيخ بوعمامة، والتي جسدت على شكل فيلم، مكنني ان ألتقي ببعض النسوة اللائي شاركن في هذا الفيلم كن من بين عينة البحث، منهن من عايشن الثورة، ومنهن من يصرحن ما كانت تعيشه أمهاتهن.

Publié dans la revue: مجلة إنسانيات معاصرة للبحوث والدراسات في العلوم الإنسانية