النخبة الإفريقية المرومنة ومواقفها من الاحتلال الروماني لبلاد المغرب القديم "القديس كيبريانوس نموذجا"

Résumé: برزت خلال العصر الروماني مجموعة من مفكرين أفارقة، ارتقوا بالمقاطعات الإفريقية لتحتل المرتبة الأولي عن باقي مقاطعات الإمبراطورية في النشاط والرصيد الفكري، فبقدر ما ساهم هؤلاء المفكرون الأفارقة في تطور وازدهار الثقافة الرومانية فإنهم ساهموا في إبراز دور العنصر المحلي بمقوماته الأصيلة في التطور الحضاري، كما ساهموا بطريقة خاصة في الحفاظ والدفاع عن الهوية المحلية التي تميزت عن ثقافات الوافدين، وقد تجلي دورهم هذا من خلال مواضيع بعض أعمالهم وأفكارهم المتعلقة ببعض مستجدات عصرهم، بالإضافة إلى بعض مواقفهم من سياسة الرومنة التي انتهجتها السلطة الرومانية في البلاد المغاربية، هذه المواقف التي يمكن اعتبارها ضربا من المقاومة الثقافية ضد الاحتلال الروماني، مارستها نخبة من ليبيين (أفارقة) مرومنين، ويُعتبر القديس كيبريانوس "القرطاجي" أحد النماذج التي يمكنها تأكيد هذا الطرح، حيث أن قراءة تاريخية متأنية لسيرته وأعماله الفكرية قد توحي إلى موقف مخالف للذي دأبت عليه الدراسات الغربية التي ركزت على جوانبها الدينية المحضة وأهملت العمق المحلي في شخصية كيبريانوس الحاضر في بعض مؤلفاته. North Africa saw the birth during the Roman occupation of a group of Romanized African thinkers, who enjoyed a great reputation in the world of universal thought, Insofar as these African thinkers contributed to the development and to the flourishing of Roman culture, they also contributed to highlighting the role of the local component in the development of civilization, as well as on some of their positions on the policy of Romanization adopted by the Roman authorities in North Africa , which can be seen as cultural resistance to Roman occupation. Saint Cyprian of Carthage can be considered as one of the examples that can confirm this proposition, as a careful historical reading of his biography and intellectual works may suggest a position contrary to that in which ancient and modern Western studies have persisted, which focused on their religious aspects and neglected the local depth of Cyprian's personality present in some of his works

Publié dans la revue: مجلة الحقيقة