ظاهرة الاغتراب في شعر محمد الفيتوري ديوان يأتي العاشقون إليك أنموذجا ( مقاربة تحليلية)

Résumé: عالجت هذه الدراسة الموسومة بظاهرة الإغتراب في شعر محمد الفيتوري ديوان''يأتي العاشقون إليك'' نموذجا ظاهرة الاغتراب والتي تجسدت في شعره،وكانت الإشكالية التي انطلقنا منها: هل كانت ظاهرة الاغتراب في شعر الفيتوري نتيجة لظروف وعوامل محلية عايشها الشاعر أم كان نتيجة لتأثره بالإنتاج الشعري قبله ومن الشعراء الذين عاصرهم ؟ ما هي أنواع الاغتراب التي تجلت في قصائده ؟كيف جسدت الصورة الشعرية ظاهرة الاغتراب في ديوان الفيتوري؟ ما سمات الاغتراب التي وظفها الفيتوري وكيف عبرت عن انتمائه لبعض المذاهب الأدبية التي طغى عليها الجانب الفلسفي ؟ وقد حاولنا تتبعها من خلال خطة تشكلت من ثلاثة فصول ومدخل نظري تناول تعريفا بالظاهرة وذكر لمجالاتها وأنواعها. الفصل الأول: الاغتراب المكاني والوجودي في شعر الفيتوري:تمهيد، محددات الاغتراب من خلال العنوان، محددات الاغتراب المكاني، ثم محددات الاغتراب الوجودي. الفصل الثاني: الاغتراب السياسي في شعر الفيتوري: تمهيد،محددات الاغتراب السياسي، القناع والرمز المدينة في شعر الإغتراب السياسي، ومن المدن التي اخترناها فلسطين، بغداد. الفصل الثالث : الاغتراب الاجتماعي والنفسي في شعر الفيتوري، العوامل النفسية والاجتماعية المشكلة لشخصية الفيتوري والحس المأساوي ،محددات الاغتراب الاجتماعي، الرسم بالكلمات وتناولنا فيه :الصورة الفنية ،دلالة الألوان،المعجم الشعري، ثم جمالية الإيقاع. وقد تم تبني المنهج الوصفي التحليلي لظاهرة الاغتراب في بحثنا هذا التي تعددت موضوعاتها وارتبطت بالفكر الوجودي من جهة وبالتحليل النفسي من جهة أخرى، الذي يقوم على تتبع الظاهرة ومراحلها،ويقوم على التفسير والوصف وتحديد الظروف والعلاقات فبعد تقصينا لظاهرة الاغتراب وتحديد المفهوم لغة واصطلاحا ضبطناه، وهذا ما حاولنا التزامه في هذه الدراسة لأن الموضوع الرئيسي على المستوى الشكلي هو الذي تتردد ألفاظه في الديوان وتحدد أنواع الظاهرة وأشكالها. ويهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة الاغتراب عند الشاعر الفيتوري، ومن أسباب اختيار الموضوع الرغبة في الكشف عن شاعر متميز مثل محمد الفيتوري والذي هضم حقه فلم يشتهر كمعاصريه من رواد الشعر الحر . كما أن هدف القراءة هو الوصول إلى قراءة وصفية تحليلية تحمل بعدا تأويليا يستند إلى معايير تطبيقية للوصول إلى الدلالات في ديوان الفيتوري، ومحاولة المقاربة الفنية للتجربة الشعرية المعاصرة في السودان ومعرفة الإطار الذي يسيطر على بؤرة الموضوعات فيها، بالتعرف على البصمة التي تركها الشاعر في ديوانه. ويمكن أن نلخص أهم النتائج التي توصلنا إليها في مايلي: - وجود تشابه بين المعنى اللغوي للغربة والاغتراب جعل الكثير من الدارسين والباحثين لا يميزون بينهما، في حين نجد البعض ميز بينهما عندما حدد الغربة بالابتعاد والنزوح عن الأوطان. - أسهمت الظروف السياسية والاقتصادية في توليد الحس الاغترابي من البنية الاجتماعية نتيجة للفراغ الكبير والتزعزع الذي أصاب الكيان الاجتماعي بسبب الثورات والنزاعات بين أبناء المجتمع. - لقد كان للاضطرابات التي سادت المجتمع وتكتلات الأحزاب السياسية، دور في تغرب الشاعر عن البنية السياسية، ما ولد في نفسه حالات الإحباط و اليأس . -مركزية هاجس الاغتراب في ديوان الشاعر الفيتوري''يأتي العاشقون إليك''،والحس المأساوي في الشعر الفيتوري المعاصر . - رغم تعدد الأبعد الاغترابية في بعض القصائد إلا أن نزعة التفاؤل لم تفارقه في خاتمة الديوان. - تظهر خاصية إيقاعية في شعره ألا وهي التكرار الذي يشمل بعض الحروف، الألفاظ والجمل، وقد كان البحث رغبة منا تسليط الضوء على الشاعر وتبين موهبته ومساهماته في الساحة الأدبية العربية . الكلمات الدالة: الاغتراب، الوجودية، الاغتراب الاجتماعي، الاغتراب السياسي، الاغتراب المكاني، الاغتراب النفسي، المعجم الشعري.

Publié dans la revue: