التأثيرات الحضارية الفينيقة على بلاد الإغريق

Résumé: ممالاشكفيهأنالتواصلالحضاريبينالأمموالشعوبأمرثابت،فالحضاراتبتواترهاتأخذمنبعضهاالبعضضمنعلاقةتكاملوتلاقوتفاعل،مماجعلكلحضارةتستفيدبطريقةمباشرةوتستمدمقوماتتطورهاورقيهاعنطريقماورثتهمنرصيدعلميومعرفيعنحضاراتسابقة. وإذاماتزامنتبعضالحضاراتوعاصرتبعضهاالبعض،فإنتأثيرهاوتأثرهايكونأكثروضوحا،فمنغيرالممكنأنيكونتأثيرحضارةعلىأخرىدونأنتتأثربها،وذلكعنطريقعواملزمانيةومكانيةتتفاعلفيمابينها. من هنا كانت الحضارة الفينيقية سابقة عن الحضارة الإغريقية في النشأة بأكثر من ألفي عام، ولم تكن حضارة مغلقة ومتقوقعة عن نفسها، وإنما امتدد تأثيرها شرقا وغربا، كما لم تكن حضارة بلاد الإغريق منغلقة عن نفسها أيضا بل كانت منفتحة على غيرها من الحضارات والمجتمعات التي جاورتها في الجغرافيا، وعليه فكان الاتصال بين الحضارتين أمرا حتميا ولا مفر منه، إذ كانت هناك اتصالات وعلاقات مباشرة بين الفينيقيين والإغريق. بالرغم من أن الحقائق التاريخية والعلمية، فإن هناك بعض الباحثين الغربيين أن ما وصل إليه الإغريق من حضارة كان إبداعا ذاتيا مطلقا، أنجزه اليونانيين لوحدهم دون أن يكون عليهم فضل من أي حضارة كانت، وأن ما توصلوا إليه لم يسبقهم أحد إليه، ولم يتأثروا ولم يتصلوا بالحضارات التي سبقتهم في الركب الحضاري، وتمسكوا بما عرف بالمعجزة الإغريقية. وبالتالي أنكر أصحاب هذه النظرية أن تكون بلاد الإغريق قد تأثرت بتراث الشرق القديم عامة، وبالفينيقيين خاصة، أو استفادوا منه في أي مرحلة من مراحل تطورهم الحضاري. ولأن تاريخ أي مجتمع هو سجل لنشاطه الحضاري فيما مدى يكون قد تأثر أو أثر في غيره، وعليه تكون الدائرة الحضارية أكبر كلما كان الاحتكاك بين المجتمعات والشعوب أسهل، خاصة إذا كان من أبرز عواملها البحر الأبيض المتوسط الذي كان مجالا سهلا عندما التقى فيه المجتمعين الفينيقي والإغريقي ليتعاملا ويحتكا مع بعض فكانت هناك اتصالات وعلاقات مباشرة بين الطرفين.

Publié dans la revue: