السيرة و التخييل في رواية : أنثى السراب ل واسيني الأعرج

Résumé: يتناول هذا البحث المتواضع العلاقات المتجاذبة والمتنافرة بين التخييل والسيرة، في رواية: "أنثى السراب" للروائي الجزائري؛ واسيني الأعرج، وهي عمل سردي يصنف ضمن ما يسمى حديثا "الكتابة عن الذات" وهو جنس سردي يساير الحركية الثقافية العالمية، ويحاول استيعاب الأجناس الأدبية الغربية المعاصرة التي تضطلع بمهمة التجديد والإبداع واختلاق أشكال سردية متميّزة قادرة على غواية القارئ. ويستند البحث على المناهج النقدية المعاصرة، التي استفادت من مقولات البنيوية والسيميوطيقا والأسلوبية الجديدة وعلم اللغة، ويرتد أحيانا إلى القراءة السياقية التي تعتمدها دراسات ما بعد الحداثة. فكان التركيز على المكوّنات السردية التي يمكن أن تضع الحدود الفاصلة بين مجموعة الأجناس السردية المتجاورة، محاولة لإزالة الوهم القائم بين الرواية التي تستمد مشروعيتها من التخييل، والسيرة الذاتية التي تستمد مشروعيتها من الذات والمرجع، وكيف للرواية أن تحافظ على طبيعتها الفنية التي تسمح لها بتوظيف التخييل باعتباره أبرز سمات الفعل الروائي، الذي يعمل على انتقاء الأحداث الواقعية- السيرية- ويعيد صياغتها بما يتلاءم مع خصوصيات التشكيل الروائي في سياقه الفني والتعبيري والأجناسي، وبيّن البحث خصوصية هذه الرواية التي ارتكزت على تقنية الرسائل في صياغة بنائها الحكائي، فأتاحت استحداث طراز سردي متميّز، يتشكّل من رحم فنين أدبيّين قديمين من فنون الأدب العربي القديم هما: فن الرسالة وفن السيرة الذاتية، اللذان أتاحا لاختلاق شكل سردي متميّز قادر على إغواء القارئ، فأسهم بشكل إبداعي في إثراء فضاء الكتابة من باب التنوّع والمغايرة.لقد انتهجنا في الإجابة عن إشكالية البحث خطة توزعت على ثلاثة فصول وخاتمة، تناولنا في الفصل الأول ضبط مفهوم المتخيل، ثم أنواع السير وتقاطعها مع المتخيل الروائي ثم درسنا العتبات وطريقة تمويهها وابتداعها للمتن الروائي ثم درسنا الشخصيات حسب تقسيم هامون، وأخيرا بينا صعوبة تجنيس العمل السردي فركنا إلى تصنيفها ضمن الرواية السيرة الذاتية.

Publié dans la revue: