العلّة النّحويّة بين النّظريّة و التّطبيق قراءة في فكر أبي الفتح عثمان بن جنّي

Résumé: لأبي الفتح بن جنّي * منهج متميز في درس العربيّة إذ لا يكتفي بتقعيد القواعد واشتراط الشروط ، بل يفوق ذلك إلى البحث بشغف عن أسرار اللغة العربيّة و الحكمة التي توخّاها الواضع في الشّكل الذي جاءت عليه إنّ مسألة واحدة من القياس أنبل « : ، ويأتي اهتمامه بهذه القضايا انطلاقا من اهتمامه بالقياس الذي يقول فيه أخطئ « : ، متأثّرا في ذلك بشيخه أبي علي الفارسي الذي قال قبله ». وأنبه من كتاب لغة عند عيون النّاس ، ولعلّ هذا الجانب هو الذي أتاح للدّكتور ». في خمسين مسألة في اللّغة ، ولا أخطئ في واحدة من القياس أمّا إذا وصلنا إلى ابن جنّي فقد تبوأنا ذروة القياس و فلسفته . لقد كان أعلى « : سعيد الأفغاني أن يقول علماء العربيّة كعبا في جميع عصورها ، وأغوصهم عامّة على أسرار العربيّة ، و أنجحهم في الاهتداء إلى النّظريات العامّة فيها . و كتابه ( الخصائص ) لا يزال محطّ إعجاب علماء العرب و الغرب على السّواء . “، كما أتاح أيضا الكلام في العلل تكامل على يدي ابن جنّي ، و هو كما يظهر في مواضع من « : للدّكتورة منى إلياس أن تقول كلامه إنّما يعمل في ذلك على هدي توجيه شيخه أبي علي الفارسي في هذا الباب ، ولم يقتصر على بيان العلل و انتزاعها من كلام المتقدّمين وما قد يعِنُّ له من تقليب وجوه النّظر في أعطاف المأثور من كلام العرب بل تجاوز ذلك إلى ما يمكن أن يسمّى فلسفة العلل ، و ذلك في كتابه الكبير ( الخصائص)

Publié dans la revue: مجلة أنسنة للبحوث و الدراسات