العصبية رابطة سوسيو-سياسية -دراسة من خلال النصوص الخلدونية-

Résumé: إعتمد ابن خلدون في بحوثه،على ملاحظاته للظواهر الاجتماع، في الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها والحياة بين أهلها، فتعقب هذه الظواهر عبر التاريخ، في العصور السابقة لعصره،و قام بدراستها،عن طريق الملاحظة، وجمع المواد الأولية،ليصل إلى الغرض الذي قصد إليه هذا العلم الجديد، وهو علم العمران البشري،والاجتماع الإنساني. وباعتبارنا باحثين في علم الاجتماع، فإن النظرية السياسية، تبدوا شديدة البروز في الفكر الخلدوني،الذي شمل الملك والدولة ،وأسباب نشوءها وتطورها، ثم اضمحلالها وسقوطها خاصة في الدول الإسلامية التي عايشها ليستنتج أن أسباب قيام هذه الدولة وسقوطها يعود إلى ظاهرة أساسية تسمى بالعصبية وعند دراستي لهذه الظاهرة السوسيو سياسية من خلال النصوص الخلدونية في المقدمة وجدتها عبارة عن علاقات وروابط اجتماعية دموية قرابية، هذا ما أكد على أنها ظاهرة اجتماعية وسياسية في نفس الوقتأي أن ظاهرة العصبية تعتبر رابطة اجتماعية ورابطة سياسية ويرى صاحب المقدمة، أن لهذه الرابطة،دورا كبيرا في نشوء الدولة وتأسيس الملك، في مرحلة من مراحلها التطورية، لاعتبارها ظاهرة ديناميكية تطورية، تمر بمراحل من النشأة في القبيلة،والتطور في ظل المجتمع البدوي، إلى مرحلة ارتدادية، في المجتمع الحضري، وهذا ما نريد توضيحه في دراستنا هذه، فالرابطة العصبية كما قلنا يعتبرها ابن خلدون المحور الأساسي، في نظريته الاجتماعية، فهي بمثابة المحرك الطبيعي الذي يؤدي إلى تطور المجتمع،و تغيره فهي تقوى بقوة والتحام أفرادها، ذوي النسب الواحد، كما اهتم ابن خلدون بالعصبية كقوة سياسية،تؤسس الملك، ولابد قبل أن ندرس فاعليتها السياسة، أن نتطرق إليها كظاهرة اجتماعية، نتعرض لظروف نشأتها ودورها في الحياة القبلية .

Publié dans la revue: الحوار الثقافي