التجربة الإخراجية في المسرح المغاربي، قراءة في الأساليب والمناهج
Résumé: كان المخرج قبل الأزمنة الحديثة لم يصل إلى مرحلة الإبداع المسرحي، لأنه كان مجرد منفذ للإرشادات والتعليمات الواردة في النص المكتوب، فإن الإخراج بعد "ساكس مينجن"، اكتسب في ظل سلطة المخرج صفتي الخلق والإبداع، كونه أصبح أكثر ارتباطا بالتغييرات الطارئة على صعيد المجتمع والفلسفة والفنون الأخرى.بات جليا إذن، بعد انتقال عصمة العرض المسرحي إلى المخرج، أن المنطلق الأساسي للإخراج قد أصبح قائما على التفسير الإبداعي للعمل الفني، وفق رؤية وفلسفة واضحتين، يتم في ضوئهما تفسير الأحداث المسرحية الجاري عرضها اعتمادا على: أجساد الممثلين، ديكور، إضاءة وغيرها من مفردات العرض، بوصفها عناصر حاضرة ومسهمة في تفسير النص أو إعادة كتابته من منظور رؤيا أو منظومة إخراجية، يسعى المخرج المسرحي إلى تجسيدها ركحيا.ولأن البيئة العربية لم تعرف المسرح إلا حديثا (1847)، فإنها كانت بمنأى عن التطورات الحاصلة على صعيد أبي الفنون، وحاولت في عجالة استدراك ما فات، فأقبلت بطرق شتى على هذا الوافد الجديد إليها، بالاقتباس تارة وبالتعريب تارة ثانية عساها أن تتدارك علاقتها بهذا الفن العتيد، وتعترف به كفن من فنون الأدب.ونتيجة لتطور موقف العرب من المسرح، واحتفائهم به قامت الجهود العربية -مشرقا ومغربا- تؤسس لهذا الفن بالتأليف والإخراج والدرس، سعيا منها إلى "تأصيل"و"تأسيس" حركة المسرح العربي في موضوعاته وأشكاله.في المقابل، أصرت بعض الجهود على أن المسرح لا يحتاج إلى تأصيل، لأنه فن عالمي إنساني، أوروبي النشأة، له خصوصياته، أساليبه ومناهجه التي يتوجب تطويعها للتعبير عن ذواتنا وذوات غيرنا معاً.على هذا الأساس، تعددت التجارب في التأليف والإخراج على حد سواء، وتنوعت لا سيما في بلدان المغرب العربي (القريبة من أوربا) التي بخلاف بلدان المشرق العربي، تعاملت بشكل تفاعلي كبير ولافت مع الأساليب والمناهج الإخراجية الجديدة الوافدة، وتبنتها في حدود الإبداع، وقد تجسدت في عديد المسرحيات المنتجة في مسارح البلدان المغاربية التراثي منها والحداثي، مع استثناء ليبيا وموريتانيا، اللتين لم يخرج مسرحهما إلى اليوم عن نطاق الهواية، وبعض المحاولات المحتشمة، بعكس تونس، الجزائر والمغرب، التي واكبت حركة المسرح فيها معايير المسرح الاحترافي تأليفا وإخراجا - إلى حد ما- وفي هذا المضمار، ولأجل تدارس عينات من هذه االمبدعات، في جانبها الإخراجي، نجد أنفسنا - كما أسلفنا- حيال أجيال متفاوتة من المخرجين، وتجارب إخراجية مختلفة، في تأرجحها من حيث الرؤى بين المحلي والوافد، وبين التقليدي والحداثي، وكيفيات تواتر وتنافر هذه الثنائيات في هذه الأعمال (المغاربية)، أو في داخل العمل المسرحي الواحد.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!