(تاريخ الرياضات والفنون القتالية الصينية التقليدية) -تأصيلها ومدارسها الكبرى-

Résumé: يشكل تاريخ الرياضات والفنون القتالية الصينية التقليدية عقبة معرفية أخرى في وجه الممارس من غير الصينيين، وفي بلادنا بالخصوص، مثلها مثل عقبة تحديد المصطلحات والمفاهيم، وعقبة نقص الاحتكاك بالخبراء الأجانب وإجراء وتكثيف التربصات التقنية؛ ذلك للتزود النوعي بالمعارف والتقنيات، والتمكن منها لمسايرة التطورات العالمية، وإحراز المراتب العليا وتمثيل الوطن على مختلف المستويات الإقليمي والقاري والدولي. مع العلم أن البعد التاريخي مهمش في برامج ومناهج التكوين المتخصصة، مما يتطلب إعطاء نبذة تاريخية عن هذه الرياضات والفنون القتالية الصينية العريقة، تنير عقول الممارسين والمهتمين والمتخصصين، لكي يكونوا على بينة من أمر تكوينهم وممارساتهم، ولرفع ودعم المستوى الثقافي عند شبابنا الممارس والمهتم. خاصة وأن هذه التقاليد والاهتمامات والتخصصات تشهد اليوم تناميا متزايدا في بلدانها الأصلية كما في مختلف البلدان الأخرى، بحيث تستقطب شرائح كثيرة من المواطنين، وتوظف لتربية الأجيال تربية رياضية وقتالية وفنية وثقافية، أي أنها متعددة الأوجه؛ ذلك يوظف لأجل التعارف بين الشعوب والقبائل، ولأجل التنافس الشريف. نعرض في هذه الورقة للبعد التاريخي والتثقيفي لهذه النشاطات الرياضية والتربوية، يستفيد منها الطالب والأستاذ؛ بحيث تنير الطريق وتكشف الأغراض. قسمنا هذا العرض إلى ثلاثة أقسام: التاريخ القديم، فالوسيط والحديث، وتاريخ الووشو (الفنون القتالية الصينية التقليدية) المعاصر. كما اجتهدنا في تخريج أبعاده المتعددة عبر العصور؛ من البعد الصحي الرياضي، العلاجي والوقائي، إلى البعد القتالي (كتقنيات الاشتباك بالأيدي) إلى البعد النفسي والتربوي أي كنشاطات لملء أوقات الفراغ ومواجهة مشكلات الشباب. وأخيرا عرضنا نبذة موجزة عن الووشو في الصين والجزائر، والأطر القانونية التي تؤطره محليا ودوليا. ونصبو بذلك نحو جهد التأصيل الإسلامي لهذه المعارف والفنيات والنشاطات والتخصصات، وإبراز بعض أوجه تاريخ المسلمين التربوي الرياضي والثقافي في آسيا لتستنير بها الأجيال ...

Publié dans la revue: مجلة حقائق للدراسات النفسية والاجتماعية