حقوق المواطنة في الفقه السياسي الإسلامي دراسة تأصيلية تطبيقية

Résumé: موضوع المواطنة في البلاد الإسلامية اليوم، من الموضوعات الملحة والنوازل المعاصرة، ذلك أنه بسقوط الخلافة الإسلامية، سقط نظام عقد الذمة الذي كان يحكم علاقة المسلمين بغيرهم داخل الدولة الإسلامية، ونشأ وضع سياسي جديد، تكونت فيه الدول الحديثة، التي تضم ضمن سكانها أعراقا وأديانا وطوائف مختلفة، فوقع التساؤل عن صيغة التعايش التي يجب تطبيقها اليوم ؟ هل هي عقد الذمة المعروف تاريخيا ؟ أم هو عقد المواطنة الذي تكفله الدساتير الحديثة ؟ وما هي الحقوق والواجبات المتبادلة بين المواطنين في البلد الواحد ؟ وهو ما حاولتُ الجواب عنه في هذه الدراسة، وقد اخترت البحث في هذه التساؤلات تحت عنوان:"حقوق المواطنة في الفقه السياسي الإسلامي، دراسة تأصيلية تطبيقية" وهذا أهم ما توصلت إليه من النتائج : 1- وثيقة المدينة هي التطبيق النبوي لفكرة المواطنة وحقوقها، وهي الأجدر بالعودة إليها في بناء الدولة الإسلامية الحديثة من عقود الذمة التي أبرمت في العصور الإسلامية اللاحقة، لأنها أقوى حجية، وأليق بكرامة الإنسان وحقوقه. 2- بطلان وثيقة "الشروط العمرية " المنسوبة إلى سينا عمر بن الخطاب . كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية والعلوم الإسلامية كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية والعلوم الإسلامية 4- عقد الذمة القائم على شرعية الفتح والصلح قد زال بزوال من أبرمه، وحلّ محله عقد المواطنة القائم على شرعية التحرير، والمبني على دساتير تقر بالمساواة لكل المواطنين ولو اختلفت أديانهم، ليتعاونوا على بناء أوطانهم وليتعايشوا فيها معا دون اضطراب أو احتراب. 5-واجبات أهل الذمة : إما معنوية وهي التزام أحكام القانون الإسلامي ومراعاة شعور المسلمين، وإما مادية وهي الجزية والخراج والضريبة التجارية. 6- يكفل الإسلام للمواطنين غير المسلمين كل صور البر والإحسان " أن تبروهم"وأهمها: (أ)- محبتهم القلبية مع بغض ما هم عليه من الكفر. (ب)- بدؤهم بالسلام ومخاطبتهم بما يحبون من الأسماء كأهل الكتاب والمسيحيين والأقباط وترك ما يتأذون منه كالذميين والكفار والجزية.. لأن الله لم يتعبدنا بهذه المصطلحات. (ج)- ربط علاقات الصداقة معهم، والتزاور بينهم وبين المسلمين، وإجابة دعوتهم، والتهادي بين المسلمين وغيرهم، و الدعاء لهم ومدحهم بما فيهم من صفات العدل والخير.

Publié dans la revue: