تأثير وزارة الدفاع الأمريكية على السياسة الخارجية الأمريكية - دراسة حالة: الحرب الأمريكية على العراق2003 -

Résumé: بعد هجمات 11/9/2001، وضع الرئيس جورج بوش وفريقه الأمني مسارا جديدا للسياسة الخارجية حُددت معالمه للقضاء على التهديدات الصادرة عن أطراف دولية أو غير دولية تتحدى الدور الأميركي الرائد في النظام الدولي، على هذا النحو أبدت الولايات المتحدة استعدادها للمضي قدما في طريق القضاء على نوع جديد من الأعداء، لا يردعه تهديد الاعتقال ولا تكبله القيود الإنسانية العملية، واستعدت لشن حرب شاملة على كافة الأعداء، حقيقيين كانوا أو متخيلين. وقد استطاعت الولايات المتحدة استغلال هذه الأحداث للحصول على أكبر دعم وتأييد دولي لسياستها وتدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت ذريعة الحرب ضد الإرهاب، فالنموذج الأمريكي في غزوه على أفغانستان احد أهم النماذج الذي تسترت الولايات المتحدة بما يسمى بمكافحة الإرهاب للتدخل في الشئون الداخلية لهذا البلد لتحقيق الغايات الأمريكية في السيطرة على منطقة بحر قزوين والتي تعد ذخراً استراتيجياً من النفط في المستقبل واحد أهم مناطق العالم الغنية بمصادر الطاقة. لقد اعتمدت "أجندة بوش الابن" على امتلاك أحادي للقوة الشاملة لحماية الأراضي الأميركية، وتدعيم هيمنة الولايات المتحدة عالميا، ورسم تغير اجتماعي وسياسي في الشرق الأوسط العربي، وبكلمات بوش الابن فإن هذه الإستراتيجية "مثالية لأن الحرية هبة من الرب العظيم، وهي في ذات الوقت واقعية لأن الحرية هي أفضل طريقة عملية لحماية الأمة الأمريكية. وبفصل المؤسسة العسكرية استطاعت إدارة بوش الابن توظيف الحرب على الإرهاب من أجل إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط فيما يعرف بمشروع: "الشرق الأوسط الكبير" الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس استطاعت الولايات المتحدة أن تفرض هيمنتها على المنطقة وأخذت حظوظا أكثر لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير لان العراق كان يعتبر عصب المنطقة أو كما يسمى "دركي المنطقة"، لهذا اعتبرت الولايات المتحدة العراق يشكل تهديدا مباشرا لمصالحها في المنطقة والعقيدة الأمريكية لا تسمح لاي دولة بمنافستها فالتوجه إلى الحرب الإستبقائية يقلل من احتمالية تطور العراق مستقبلا. لهذا يمكن القول أن المؤسسة العسكربة الأمريكية بجميع أجهزتها أثرت بشكل كبير ومباشر على السياسة الخارجية الأمريكية وهذا يعتبر الجواب المبسط للإشكالية المطروحة سلفا وأكبر دليل على ذلك رفض الولايات المتحدة للوسائل الدبلوماسية والتدخل مباشرة بقدراتها العسكرية وبخاصة في العراق وأفغانستان. أدى هذا التدخل إلى تجرع العراق خسائر مادية وبشرية فاقت كل التصورات وأدخلت العراق في متاهات لا يزال تأثيرها إلى يومنا هذا، حيث أن العراق تراجع دوره السياسي وأنهكت مؤسساته سواءا العسكرية، الاقتصادية والاجتماعية.

Publié dans la revue: