حقيقة القياس النحوي عند الأستاذ الدكتور عبدالرحمان الحاج صالح

Résumé: إنّ القياس النحويّ العربيّ الخليليّ هو قياس شامل له مدلول عميق كما يقول الأستاذ الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح (رحمه الله)، لأنّه يشمل القياس اليونانيّ الأرسطيّ الاندراجيّ، كما أنّه يشبه القياس الفقهيّ ويشترك معه في أنّ كُلاًّ منهما يقوم على مبدإ عامّ مشترك: وهو (حمل شيء على شيء في الحكم لجامع بينهما)، وهذا في القدْر المشترك، وهناك حدّ فارق أو قَدْرٌ فارق يتميّز به القياس النحويّ العربيّ لا يوجد في القياسين (الأرسطيّ والفقهيّ). وهذا الحدّ الفارق المميِّز هو أهمّ صفة للقياس النحوي، وهو أنه يخصّ البنى اللغوية إفراداً وتركيبا، فإن اشترك القياسان النحويُّ والفقهيُّ في صفات أساسية يفترقان فيها عن القياس الأرسطيّ، فإنّ للقياس النحويّ خصوصيّةً هامّة، وهي أنّ مجاله هو المُثُل اللفظيّةُ من أوزان للكلم وتراكيب الجمل، فبنية الكلمة وبنية الكلام هو مجاله الوحيد. إنّ القياس النحويّ العربيّ يشترك مع القياس الفقهيّ الإسلاميّ في قيامهما على أربعة أركان هي: الأصل والفرع والحكم والجامع (العلّة أو الشّبه)، ومع ذلك فقد تنبّه الأستاذ الحاج صالح إلى أنّ كلّ لفظة من هذه الأركان تدلّ -في قياس النحو- على غير ما تدلّ عليه في قياس الفقه، وخاصة لفظة "الجامع" فهي أهمّ لفظة في هذا التحديد. وقد ميّز الأستاذ عبد الرحمان الحاج صالح بين دلالة هذه الكلمات عند الفقهاء ودلالتها عند النحَاة الأوّلين.

Publié dans la revue: موازين