أثر توظيف المناهج المعاصرة في قراءة النص الديني

Résumé: تعتبر المناهج الغربية أخطر قضية يواجهها العالم المتدين في العصر الرّاهن، إذ يراد من خلالها تقويض معالم الدين، وطمس رسوم الشرائع في المجتمعات، عن طريق هدم المقدّسات، وتقديس المدّنسات، وإزاحة النّصوص الدّينية المقدسة، من مكانتها المتعالية، بحجة أنها حجر عثرة والعائق الوحيد الذي يقف أمام التطور الحديث إن أصحاب القراءة المعاصرة طبّقوا عمليات ممنهجة في تفسير النّصوص المقدّسة، فأتت هذه المناهج أكلها حيناً،وأخطأت أحيانا أخرى،ونظراً لطبيعة النّصوص المقدسة المحرفة، وأخص بالذكر الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد،فإنّ هذه النّصوص لم تثبت أمام معاول المناهج الحديثة ،ولعلّ أكبر خطأ ارتكبه أصحاب القراءة الحداثية المعاصرة العرب ،هو محاولة التطبيق الحرفي، والإسقاط المباشر المطابق لهذه المناهج على النّص القرآني إنّ قوّة وصلابة ثبوت النّص القرآني،وإعجاز بيانه و اتساق نظمه ومعانيه، شكل لهذه المناهج عجزا واضحا، في اختراق متنه، و تفكيك مبانيه.وما خطة تطبيق علوم الإنسان في قراءة النّص الديني، إلاّ منهجية جديدة، تجتمع فيها كل المناهج السّياقية والنّسقية منصهرة في منهج واحد و مُشَكلِة خطة متعددة الرؤوس، هدفها نزع القداسة وإزاحة البعد الإيماني الغيبي من نفوس النّاس بحجة امتحان النّص القرآني، وإخضاعه لمجال الامتحان والبحث والتمحيص. إنّ مناهج علماء الإسلام وتراثهم كفيل بالوقوف وقفة شموخ وثبات أمام معاول المناهج الحداثية، ولكن أصبح من الضرورةإخراج هذه المناهج في ثوبها الجديد عن طريق اتحادها ضمن منهجية وخطة متصلة غير منفصلة، يتضح من خلالها النظام الإسلامي العام بمنهجه الكلي

Publié dans la revue: