مستقبل العمران و البيئة

Résumé: إن التطورات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالنشاط البشري تركت عبر السنين بصماتها على المظاهر العمرانية و الفصائل البيئية أحدثت تغييرات عميقة في حياة الإنسان وعالم الطبيعة، وفتحت آفاقا مستقبلية جديدة تحوم حولها مخاطر جمَة تهدد نوعية وديمومة الحضارة الإنسانية والتوازنات البيئية المعقدة. وكان لتعاظم الإنتاج والاستهلاك دورا في إفراز مشاكل لم يسبق للعالم أن عرفها من قبل؛ بحيث أصبح يشكل تهديدا حقيقيا على مستقبل الكرة الأرضية والإنسانية جمعاء؛ فاستفحل الخطر بهما وجعلهما مهددان بشبح الدمار والفناء. وهي تحديات حقيقية، تستدعي الإسراع بمواجهتها والتصدي لمعالجتها وحمايتها؛ فالبيئة والعمران أصبحا من الاهتمامات الرئيسية للعلماء الذين صنفوا المخاطر المرتبطة بالسكان والتنمية وانفجار المدن والفقر والتخلف وعدم التوازن الايكولوجي والتبذير وتراجع الانسجام الاجتماعي في سلم الأولويات. واعتبارا لأهمية هذا الموضوع، ارتأيت التركيز بالتحليل على ظاهرتين أساسيتين: ظاهرة تمركز سكان المدن و ظاهرة التدهور البيئي اللتان أصبحتا تشكلان تهديدا حقيقيا يجب مراعاته ضمن أكثر القضايا اهتماما في القرن الواحد والعشرون، نظرا لما تحملانه من تحديات وما تتطلبه من مقتضيات لتوفير حياة أفضل لسكان المعمورة في الفضاءات الضيقة التي أصبحت تتسع يوما بعد يوم وتلتهم كل ما هو حي يحيط بها إلى درجة أن الإنسان أصبح يتعرض لأخطار جسيمة تهدد مستقبله و مستقبل الأجيال اللاحقة.

Publié dans la revue: إدارة