البناء الدرامي في المسرحية الشعرية العربية : مآساة الحلاج أنموذجا

Résumé: لا شك أن المسرح الحديث قد حظي بالكثير من الدراسات، ونال اهتمام عدد لا يستهان به من الدارسين، غير أنه لا يزال بحاجة ماسة إلى الدراسات الجادة التي تكشف عن كنوزه، علماً أن المسرح الحديث خضع لمؤثرات مختلفة طبعت وجوده وأثرت في بناء رؤاه، وتشكيل اتجاهاته الفنية.ولا يمكن أن نحدد مسرحاً شعرياً ما لم نلحظ ونفصل بين أدوات كل من المسرح والشعر، ونحدد مناطق التقائهما في المسرح الشعري، وما لم نحدد أيضاً تلك المفاهيم التي يشتغل عليها كل من المسرح والشعر، وتلك الروابط التي تجعل من المسرح شعرياً أو لا شعرياً. وكل ذلك ينبع أساساً من فهمنا للشعري واللاشعري لا في النص المسرحي وحسب، بل وأساساً في مضامين الشعر نفسه وعلاقته بالحدود الفيزيقية والماورائية التي تجمع بين المسرح والشعر كالمكان، والزمان، والشخوص والشعور، والتوتر والإيقاع"الداخلي والخارجي ".وجدت هذا الموضوع" البناء الدرامي في المسرحية الشعرية العربية" واقتضت الضرورة تقسيم الدراسة إلى مدخل وثلاث فصول، إذ حاول المدخل أن يقترب من حدود هذا الموضوع، حيث تكفل بالكشف عن التساؤلات التي أثارتها إشكالية المصطلح، محاولة بذلك البحث عن مدلوله في التراث النقدي العربي القديم، وفي ضوء المفاهيم النقدية الحديثة، فهو مصطلح فضفاض من الصعب تحديده، فكان على الدراسة أن تستقصي معاني هذا المصطلح وتبحث عما ينطوي عليه من مدلولات.أما الفصل الأول المعنون بـ: ماهية الشعر وخصائصه الفنية، الذي اشتمل على أربع نقاط هي: محاولة تحديد مفهوم الشعر وخصائصه. البناء الإيقاعي باعتباره أهم ميزة للشعر من حيث مظهره للوهلة الأولى. واللغة الشعرية هذه اللغة الخاصة بالشعر والتي تختلف عن لغة النثر. ثم الصورة الشعرية التي تعد الركن الأساسي للغة الشعرية مضافة إلى الإيقاع. وجاء الفصل الثاني الموسوم بـ: طبيعة المسرحية الشعرية العربية وخصائصها، الذي شمل أربعة نقاط مهمة تمثلت في: وضع مفهوم للمسرح الشعري وعلاقته بالشعر. في حين تكفل الباب الثاني بالحديث عن اللغة في المسرحية الشعرية.. أما الباب الثالث فكان الحديث فيه حول الحوار في المسرحية الشعرية. وكان الحديث في الباب الأخير من هذا الفصل على الصورة الفنية في المسرحية الشعرية.ويعتبر الفصل الثالث دراسة تطبيقية سُلط الضوء من خلالها على مسرحية "مأساة الحلاج" لصلاح عبد الصبور، والتي أُخذت كأنموذج لهذه الدراسة، باعتبارها واحدة من أشهر أعمال هذا الكاتب الذي يعد من واحداً أهم أعلام المسرح الشعري. وتأتي الخاتمة في الأخير وكانت خلاصة مركزة لأهم نتائج البحث المتوصل إليها

Publié dans la revue: