إعلانات الأطفال في القنوات الفضائية العربية: قراءة في حجم التعرض وإتجاهات التأثير

Résumé: تهدف هذه الورقة العلمية إلى معالجة إشكالية الإشهار الموجه للأطفال عبر القنوات العربية المتخصصة، فقد أضحت الإعلانات الاشهارية من أهم المضامين الاتصالية التي تنشرها القنوات الفضائية، وأبرز الآليات الإقناعية والتأثيرية للإعلام المرئي الحديث في المجتمعات المعاصرة. اكتسى الاشهار في العالم العربي اهتماما ملحوظا نسبة إلى الكم الهائل من الاعلانات والمضامين الاشهارية المختلفة التي أصبحت تغزو مختلف الوسائل الإعلامية في مختلف الأقطار العربية، حيث احتكرت الإعلانات نسبة كبيرة من مساحة البث، وأصبح الاعتماد كليا أو جزئيا على حصيلتها كمصدر للتمويل. تعود هذه الظاهرة أساسا إلى ما عرفه العالم العربي في السنوات الأخيرة (أواخر القرن العشرين)، من مظاهر التقدم مع الانفتاح الاقتصادي الذي انتهجته غالبيتها، وقد لازم هذا التطور التكنولوجي في مجال الاتصال والإعلام الفضائي مما أدى إلى انتشار رهيب في عدد القنوات الفضائية العربية في فترة وجيزة. وظهور قنوات متخصصة من حيث المحتوى البرامجي تستهدف فئات محددة من الجمهور، منها قنوات تتوجه إلى الأطفال والمراهقين ببرامج متنوعة منها الحصص التربوية والترفيهية، والأفلام والألعاب، وأفلام الكرتون، وغيرها من البرامج التي تحاول استهواء الطفل وشد انتباهه على مدى 24 ساعة من البث المطول. إن السمة الغالبة لهذه القنوات كونها من حيث الملكية قنوات خاصة، بعضها يحمل أسماء غير عربية كقناة " Mbc3" وقناة " Space Toon" وأغلبها يعتمد البث المفتوح، كما أنها تعتمد في برامجها على البرامج المستوردة والرسوم المتحركة المدبلجة، وبعض البرامج تبث باللغة الانجليزية وهي بذلك بعيدة عن ثقافة الطفل العربي وواقعه، وتناول قضاياه واهتماماته. و ما لوحظ في هذه القنوات الكثافة الإعلانية طيلة فترات البث البرامجي، الشيء الذي يترتب عنه تعلق الأطفال بكل ما يعرض على الشاشة من ألعاب وحلويات ومشروبات وغيرها من المنتجات. ما يولد لديه الرغبة الشديدة والملحة لاقتناء السلع أو الخدمات المعلن عنها، ومع زيادة إصرارهم على امتلاك هذه المنتجات تزداد معاناة الأولياء في توفير متطلبات أطفالهم التي لا تنتهي أبدا. يدفعنا هذا الوضع،إذن، إلى إثارة تساؤلات جدية حول القدرة الإقناعية أو التأثيرية للإعلانات التلفزيونية على الطفل العربي، نختصرها في سؤالين أساسيين هما: 1- ما هو واقع مشاهدة الطفل العربي للقنوات العربية المتخصصة ببرامج الأطفال؟ وما هو حجم تعرضه للإشهار الذي يبث عبر هذه القنوات؟ 2- ما هي أهم اتجاهات التأثير الإعلاني على الطفل العربي؟ سنحاول إذن، في هذا العمل أن نلم بهاته الإشكالات التي تشغل المواطن العربي وبالخصوص الأولياء. وذلك من خلال الوقوف على واقع مشاهدة الطفل العربي للإعلانات عبر القنوات الفضائية المتخصصة، مع الوقوف عند حجم التعرض الاشهاري للطفل وأهم مخاطرها. كما سنعنى بتحليل أهم التأثيرات التي تمارسها هذه الآلية على حياة الطفل عامة، على المستوى الاجتماعي و السلوكي و الصحي والثقافي والقيمي.

Publié dans la revue: المجلة الجزائرية للعلوم الإجتماعية والإنسانية