أصالة الفقه الإسلامي ومكانته بين النظم القانونية الغربية

Résumé: مما لاشك فيه أن الفقه الإسلامي كان ومزال موضع اعتزاز وفخر وتقدير بين أنواع الفقه العالمي، فهو خير صورة عملية للمسلمين، لبّى مطالب الناس في كل زمان ومكان، وفيه تبلورت بحق أحكام القرآن والسنة النبوية، ويعد الترجمة الصادقة الصحيحة لشريعة الإسلام، لذا جاءت هذه الدراسة محاولة لإبراز مكانة الفقه الإسلامي بين النظم القانونية الغربية عن طريق عرض مزايا وخصائص الفقه الإسلامي، فيسره ومرونته جعلته مناسباً لجميع العصور، إذ يعتبر أحد المجالات العلمية التي تعد مؤشراً للتقدم والإبداع والرقي، مما زاده أصالة، كونه يمثل الثورة الفقهية القانونية الضخمة التي خلفها لنا أئمة المذاهب، وتوجت هذه الدراسة بثلاثة فصول تناولنا فيها ما سبق ذكره، وإطلالة على أهم ما جاء في النظم القانونية الغربية قديما. إضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار شهادات واعترافات لفقهاء ومفكرين في الدراسات القانونية، ومواقف صادقة تعبر عن التقدير الكبير للفقه الإسلامي وتنفي عنه ما رماه بعضهم من الجمود والتخلف، وعدم القدرة على مواكبة التطورات فضلاً عن مصارعة التشريع القانوني الحديث، وكل تلك الاعترافات تشيد بالتقدير والإعجاب بما يحتوي الفقه الإسلامي، كما تنفي ما ادعاه بعضهم من تأثر الفقه الإسلامي بالقانون الروماني وتثبت بالمقابل أصالة هذا الفقه، وخلصت هذه الدراسة بالإجابة على الإشكالية المطروحة سابقاً، وإبراز أهمية ومكانة هذا الفقه حيث أثبتت عدة دراسات أن الفقه الإسلامي كان له الفضل الكبير في ازدهار القوانين في النظم القانونية للدول الغربية، والتي كانت تعيش عصراً مظلماً متأخراً ميزه العنف والاستبداد والظلم والقهر، ليأتي الفقه الإسلامي يسلط الضوء على الفكر القانوني الغربي، وذلك من خلال أثره الذي تركه في تلك النظم القانونية بشهادات ووقائع تاريخية تؤكد ذلك.

Publié dans la revue: