القيم والسلوكيات عند الشباب بين مؤسسات التنشئة الاجتماعية التقليدية والانترنيت

Résumé: لقد أدى التطور في مجال الانترنيت وتطبيقاتها المتنوعة والمستحدثة على غرار مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت من أكثر المواقع استخداماً، وهذا نظرا للخدمات المتنوعة التي تقدمها للمستخدمين الشباب خاصة فيما يتعلق بالتفاعل والتواصل بأشكاله المختلفة، و أن استخدام الانترنيت في مجالاتها المختلفة لا يمكن أن يمر دون أن يترك أثره على شخصية ونفسية الشباب، خاصة في ظل حديث الكثير من الدراسات على التغييرات التي أنتجتها في أشكال العلاقات الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والقيمية بين الأفراد والمجتمعات، وهذا ما يظهر جلياً في ما نشاهده من تصرفات وأنماط السلوك عند الشباب في الفضاءات المختلفة، ولهذا هدفت الدراسة إلى محاولة معرفة، هل القيم عند الشباب تتأثر من استخدام الانترنيت، فيتم إهدارها في مقابل قيم جديدة أنتجتها الانترنيت؟ أم أن الشباب يحمل ميكانزمات من التنشئة الاجتماعية التقليدية تحول دون الانحلال الأخلاقي والثقافي والقيمي؟، بمعنى أن الشباب الجزائري يتعامل مع الانترنيت بما يتوافق مع عاداتهم وقيمهم، وهذا يقودنا إلى القول أن المحدد الرئيس لقيم وسلوكيات الشباب ليس الانترنيت بمستوياتها المختلفة، وإنما مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة التي عملت على ترسيخ القيم وإنتاج السلوكيات الايجابية لشباب في بداية تنشئتهم منذ الصغر، والاستمرار في أداء أدوارها حتى صاروا شباباً، وأما الانترنت فدورها يكمن في تعزيز القيم وتنمية القيم الموجودة عندهم أصلاً أو إظهار المكبوتات والاستعدادات التي كانت مراقبة ومضبوطة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية.

Publié dans la revue: متون