الدراسات النقدية للتوراة اليهودية،ابن حزم الأندلسي أنموذجا

Résumé: يعتبر العهد القديم وثيقة مقدسة لدى اليهود والنصارى، وهي مرجعهم في التاريخ والأحكام والأخلاق التي -حسب زعمهم- وحيا من الله سبحانه وتعالى إلى النبي موسى عليه السلام ، وقد ظل فترة طويلة المصدر الوحيد للأحداث التاريخية التي مر بها الشرق القديم عامة وبلاد الشام خاصة؛ دون أن يجرؤ أحد على نقده لكونه كتابا مقدسا، ويعتبر ابن حزم الأندلسي ( ت456 ه) أول من انتقد العهد القديم (التوراة) نقدا علميا سبق به علماء الغرب والمختصين، وبنقده للكتاب المقدس اعتبر بحق رائد الدراسات النقدية، ، وعليه فإشكالية المداخلة تمحور حول التساؤلات التالية: ماهي جهود ابن حزم الأندلسي في نقد العهد القديم؟ ماهي أسباب نقده للعهد القديم؟ وماهي النتائج التي خلص إليها من خلال نقده؟ وماهي اسهاماته في مجال نقد الأديان؟ عرف ابن حزم بنقده الشديد لمعاصريه من الفقهاء والمتكلمين، وهو جانب ألقى الستار على كثير من دراساته، والجانب الأهم الذي يستحق الدراسة هو جانب نقده لغير المسلمين ومن ذلك نقده لكتاب اليهود (العهد القديم) وأهم ما تميز به في هذا الجانب أنه صاحب جهد خاص، فكان يجلس إلى اليهود ويجادلهم ثم يرجع إلى كتبهم ويكشف ما فيها من تحريف، ويُظهر ما فيها من تبديل، ويدلل على التناقض فيها، كما كان صاحب جهد في بناء منهج الدراسة النقدية الموضوعية لأسفار الكتاب المقدس. ويأتي ابن حزم على قمة العلماء المسلمين المؤسسين لنقد الكتاب المقدس (العهد القديم)، ويعد كتابه الفصل الملل والأهواء والنحل من أبرز الأعمال الإسلامية في تاريخ الأديان، ويعد الأساس المنهجي لعلم نقد الأديان. وانتهى من دراسته بنتائج قامت على أساسها مدراس نقدية في الغرب أهمها أن التوراة الحالية ليست هي التوراة التي أوحاها لله تعالى لموسى عليه السلام، وإنما كتبها عزرا لهم.

Publié dans la revue: مجلة الحكمة للدراسات التاريخية