دور المنظمات الإقليمية في تسوية النزاعات في إفريقيا - الإيكواس وتسوية النزاع الإيفواري أنموذجا -

Résumé: لقد أصبح موضوع التكتلات الإقليمية في القارة الإفريقية واقعا ملموسا، ومتغيرا هاما من متغيرات النظام العالمي الجديد، إذ مر الاقتصاد العالمي بمرحلة مهمة تتمثل في زيادة درجة الانفتاح الاقتصادي الذي جعل العديد من الدول تتعاون فيما بينها في إطار اتفاقيات اقتصادية ذات أشكال مختلفة لتتوسع فيما بعد لتحقيق التكامل والاندماج. في حين، كانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية في القارة الإفريقية بشكل عام غير مستقرة و هشة جراء الحروب والنزاعات الداخلية التي شاهدتها المنطقة، حيث أدت هذه الظروف بمعظم الدول الإفريقية إلى التفكير في إنشاء تكتلات إقليمية لغرض تحقيق التنمية الاقتصادية في أقاليمها الجغرافية خاصة في ظل تراجع الاهتمام الدولي بها. ومن هذا المنطلق، شهدت المنطقة الغربية للقارة الإفريقية في 28 ماي 1975 الانطلاقة الأولى لإنشاء تكتل إقليمي اقتصادي سمي "بالجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقية" (الإيكواس)، ذو طابع اقتصادي بحت، ولكن سرعان ما تغيرت الأهداف التي أنشئت من اجلها بتغير المعطيات الأمنية و بالتالي تجاوز تلك الأهداف الاقتصادية إلى ما هو ابعد "الأمن الجماعي و الاستقرار السياسي للإحلال السلم و الأمن في المنطقة" وذلك بتعديل المعاهدة المنشئة للجماعة مطلع التسعينات من القرن الماضي بإصدار المعاهدة المنقحة عام 1993 م بغية إيجاد الحلول للصراعات المسلحة و غيرها من الأزمات السياسية في فضائها الإقليمي و القيام بمهام حفظ السلام ما يتناسب مع إمكانيتها المادية و اللوجيستية و العمل على التنسيق بينها و بين الهيئات الدولية على غرار الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي. وفي ألأخير، فإن النتائج المتوصل إليها من خلال هذه الدراسة تبين أن أسباب النزاع في كوت ديفوار تعود بالدرجة الأولى إلى أسباب إثنية و دينية و سياسية مما فتح السباق بين المجموعات المتعارضة للوصول إلى السلطة مهما كلف ذلك من خسائر بشرية و مادية، في حين كان دور الجماعة في تسوية هذا النزاع دورا محوريا من خلال تفعيل الجهود الدبلوماسية والعسكرية رغم نقص الإمكانيات اللوجستية و البشرية في ظل تراجع الدعم الدولي.

Publié dans la revue: