استعمال اللغة العربية في الجزائر واقع وآفاق

Résumé: ليست اللغة جزءا منفصلا عن كيان المجتمع الناطق بها، فالعلاقة بينهما علاقة وثيقة . فسلامة اللغة من سلامة المجتمع المرتبط بها . ولذلك فإن اللغة العربية التي ترتبط بالأمة العربية والإسلامية روحيا وثقافيا باعتبارها لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ولغة التراث الإسلامي الذي تعتز به هذه الشعوب وتستمد منه هويتها هي لسان هذه الأمة المعبر عن ثقافتها وحضارتها . لقد علمنا التاريخ الثقافي و الحضاري للأمم والشعوب، أن في ازدهار اللغة ازدهارا للحياة العقلية وتقدما في مجال العلوم والفنون والآداب، وأن في قوة اللغة قوة للأمة الناطقة بها ، وأن اللغة تكتسب قوتها من تطور أهلها وتفوقهم نواحي الحياة العامة . وبعكس ذلك يكون في ضعف اللغة ضعف للمجتمع الناطق بها ثم يسري هذا الضعف في جميع مفاصل المجتمع . تعيش الجزائر واقعا لغويا معقدا لا يبعث على الارتياح ، فهناك صراع بين أطراف لغوية مختلفة : اللغة العربية والعاميات واللغة الفرنسية ، فالمتتبع للاستعمال اللغوي في الجزائر يلاحظ بوضوح إهمال اللغة العربية وزحف العامية التي أخذت تتسلل إلى المؤسسات التعليمية و الإعلامية والثقافية إضافة إلى اللغة الفرنسية التي طغى استعمالها في جميع المجالات. تعيش اللغة العربية في أسوأ حال بين أبنائها في الجزائر خاصة عبر وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة ، وإنك لتشعر وأنت تشاهد قنواتنا التلفزيونية أنك أمام قنوات فرنسية بسبب استعمال اللغة الفرنسية . إن مشكلة اللغة العربية تكمن في عدم استعمالها ، لأن حيوية اللغة تقاس بالإضافة إلى كثرة استعمالها في التخاطب اليومي العفوي الذي لا صنعة فيه ولا تكلف فإذا انحصر استعمالها في بعض المناسبات وبعض الندوات الرسمية والنشرات الإخبارية انقطعت عن الواقع المعيش في أكثر مظاهره وصارت لغة هامشية وعجزت عن تأدية كثير من مفاهيم الحياة .

Publié dans la revue: الصوتيات