استمرارية هيمنة معطيات الثقافة التقليدية المحلية لدى المثقف الجزائري (السحر والشعوذة أنموذجا)

Résumé: المقال في الأصل هو تلخيص لرسالة ماجستير علم الاجتماع الثقافي، عالجنا من خلالها مسألة استمرارية هيمنة معطيات الثقافة التقليدية المحلية لدى المثقف الجزائري و الممثلة في السحر و الشعوذة، فمن المعروف أن الثقافة الشعبية هي إرث تناقله الأبناء عن الآباء والأجداد، فلازمت مسيرة حياتهم الجماعية من خلال مجموع القيم و المعتقدات و الممارسات الدالة على التفاؤل والفرح حيناً والخوف والتشاؤم حيناً آخر. ومن المعروف أيضا أن الحياة بتعقيداتها و تمظهراتها المختلفة، قد تدفع الناس تحت تأثير حالاتهم النفسية والاجتماعية إلى تأويل تلك التعقيدات و التمظهرات على أنها أحداث ستقع استنادا إلى خلفية معرفية طبعتها التجارب الجماعية في الذاكرة، وتناقلتها الأفكار التي لا تزال تتعلق ببعض تلك المعتقدات على الرغم من التقدم العلمي والانفتاح على العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة ، وإن تغيرت بعض تلك المعتقدات نتيجة تلك التغيرات في المجتمع المعاصر. و دراستنا هذه تمثلت في محاولة تفسير سبب استمرارية إحدى المعتقدات الشعبية التي تؤثر في سلوك الناس وتصرفاتهم في تعاملهم اليومي مع الخفي و العجيب و السحري، لأن هناك أشياء كثيرة يعتقد الناس بأن لها دورا في حياتهم كالطالع، والأبراج ، والعين، إلى آخر ما هنالك مـن المعتقدات. لذاك أعتبر دوما السحر في السوسيولوجيا كأحد تجسدات الثقافة الشعبية والتي ظلت لصيقة بالإنسان منذ بداية النشء رغم غموض العديد من جوانبه و تضارب الآراء بشأنه بين مؤيد و معارض، و بين ممارس و ممارس عليه .إن اللجوء إلى السحر و الشعوذة هو في الأصل ظاهرة اجتماعية أصيلة و ملموسة في مجتمعنا و أن قطاعا كبيرا من شرائح و فئات متنوعة تتعامل مع هذه الظاهرة و تتفاعل معها بطريقة آو بأخرى، لذا كانت الاعتقادات و الممارسات ذات العلاقة بالسحر و الشعودة ومازالت من الظواهر التي شغلت و تشغل حيزا كبيرا من اهتمام العلماء و الباحثين لما لها من صلات بطبيعة السلوك الاجتماعي للأفراد و الجماعات. فالسحر كظاهرة اجتماعية لها نظامها الخاص و الذي يظهر من خلال سلوكات و ممارسات الجزائريين. ومن هنا كانت أهمية الدراسة الحالية التي جاءت لتلقي الضوء على الممارسات السحرية في المجتمع الجزائري الممثل في فئة المثقفين وذلك لمحاولة فهم و تفسير استمرارية هيمنتها لدى عينة من مثقفي مدينة سيدي بلعباس.

Publié dans la revue: افاق فكرية