فكرة الوطنية عند الشيوعيين بالجزائر بين الإثبات و النفي ‏ ‏1920-1936 .‏

Résumé: ‏ على الرغم من أن الظهور الأول للشيوعيين السياسيين ‏الأوروبيين بالجزائر كان مبكرا منذ مطلع القرن العشرين إلا أنهم انتظروا ‏إلى غاية منتصف الثلاثينات حتى يؤسسوا حزبهم السياسي المستقل" عن ‏الحزب الشيوعي الفرنسي بالميتروبول ، متأخرين بذلك عن بقية الأحزاب ‏السياسية الجزائرية التي كانت تتشكل منها الحركة الوطنية بالجزائر .‏ ‏ إن الهدف من هذه الدراسة هو ليس التأريخ للبدايات الأولى ‏للشيوعية في الجزائر ، كما لا تسعى لتتبع الإرهاصات التي سبقت تأسيس ‏الحزب الشيوعي الجزائري ، و إنما الوقوف عند مسالة مهمة و حساسة ‏مرتبطة بتاريخ هذا التيار السياسي تسمح بأخذ فكرة و صورة عن طبيعة ‏توجه هذا التيار و نظرته للمشكل الجزائري انطلاقا من تتبع موقفه من ‏فكرة "الوطنية الجزائرية" خاصة في المرحلة التي سبقت انفصال ‏الشيوعيين السياسيين بالجزائر عن الحزب الشيوعي الفرنسي أي من ‏‏1920 إلى 1936 ، و هي الفترة التي عرفت فيها الجزائر زخما كبيرا في ‏الحياة السياسية و الثقافية و الاجتماعية كان من أبرز نتائجها و مظاهرها ‏هو بداية تشكل الخريطة السياسية في الجزائر و اتضاح معالمها الكبرى .‏ ‏ لقد كانت كل الأحزاب السياسية الجزائرية تعمل جاهدة من أجل ‏إثبات الصفة "الوطنية" على تنظيمها حتى تضمن لنفسها مكانا في ‏الأوساط الشعبية و تكسب قاعدة جماهيرية تمكنها من توسيع آفاق عملها و ‏تساعدها على تحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها و المبادئ التي كانت ‏تؤمن بها ، لذلك كانت تجتهد و تتنافس فيما بينها لتقديم نفسها بأنها المعبر ‏الوحيد أو الحقيقي للوطنية الجزائرية .‏

Publié dans la revue: مجلة الحكمة للدراسات التاريخية