تخريج الأحكام العقدية على القراءات القرآنية : جمعا و دراسة

Résumé: يعنى هذا البحث الموسوم بعنوان :" تخريج الأحكام العقدية على القراءات القرآنية - جمعا ودراسة - " بإبراز العلاقة التوظيفية بين وجوه القراءات القرآنية المختلفة وبين مسائل علم العقيدة الإسلامية من حيث الأثر المتبادل بين هذه وتلك، فالمفسر في هذا يستند إلى آليات لغوية بحتة في توظيفه للقراءات وتوجيهها - معجما وصرفا ونحوا -، كما يستعين بآليات أخرى من خارج اللغة. ومن خلاصة هذا البحث أن تعدد القراءات يعطي تنوعا في فهم الآيات المقروءة لا تحققه القراءة الواحدة، ومن مظاهر ذلك التنوع أنه يساعد على إيجاد قرائن معنوية تسعف من يستخدم منهج التأويل في الآيات المتضمنة لمسائل العقيدة الإسلامية، وذلك أن ما يكون ظاهرا في قراءة بلفظها قد يكون مؤولا في قراءة أخرى، لم يظهر فيها ذلك المدلول الذي برز في منطوق القراءة السابقة. ولقد اقتصر الباحث على القراءات المتعلقة بالتفسير، مكتفيا بمسائل بارزة من قسم الإلهيات شائع تداولها في الجدل الكلامي، تعرض وفق منهج وصفي تحليلي مقارن، حيث يوظف في عرض القراءات وتتبع متواترها وشاذها، وأثرها في تلك المسائل العقدية وفق وجهات أنظار المتكلمين والمفسرين. وقد سبق هذه الدراسة التطبيقية المشتملة على بحث مسألة التوحيد والوحدانية، وخلق أفعال العباد، والكلام الإلهي والرؤية؛ في ضوء تعدد وجوه القراءات باختيار بعض الشواهد ذات الصلة بكل مسألة على حدة دون تكرار وتداخل بينها، دراسةٌ نظرية في فصلين: يتجرد أولهما لبيان مفردات العنوان من حيث مفاهيمها وضوابطها (التخريج، القراءات...)، والثاني لبيان آليات التوجيه اللغوية (الترادف والاشتراك والاشتقاق، والراجح من الإعراب..)، وغير اللغوية (الترجيح بأسباب النزول، وتحكم الأصول الكلامية..). مع الالتزام بوضع قائمة للفهارس الفنية الخاصة ب(الآيات، والأحاديث، والأشعار، والأعلام، والمصادر والمراجع، والموضوعات) تيسيرا للقارئ. ومن أبرز توصياته ومقترحاته: أن تعتني البحوث اللاحقة بدراسة مباحث النبوات والغيبيات في هذا النطاق، وأن تخصص دراسات مستقلة تعنى بالجانب التطبيقي الوظيفي للقراءات القرآنية عبر كافة مؤسسات التعليم العالي التي تتوفر على مثل هذه التخصصات، وغيرها.

Publié dans la revue: