مقزمات التربية عند ابن باديس

Résumé: اِزداد الاِهتمام بالتربية ومقوماتها في عصرنا اِزديادا كبيرا في جميع المجتمعات سواء المتطورة منها أو الناشئة ، ولقد كان هذا الاهتمام اِستجابة طبيعية لما يموج به هذا العصر من أحداث سياسية واِجتماعية واِقتصادية، وحاولت التربية أن تتكيف مع هذه الأحداث ، وتستجيب لها بالاِعتماد على فلسفة تعليمية تقود العملية التربوية وترشدها ، والمجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات حاول بدوره الاِهتمام بمسألة التربية والتّعليم باِعتبارها من أهم المرتكزات التي تؤدي إلى التّطور والرقي الحضاري . هذا التطور المرتبط بمدى قوة النظام التربوي للدولة، لهذا نجد الاِهتمام الكبير من الفلاسفة والعلماء والمختصين بالمجال التربوي وإصلاحه ، ويعد العلامة عبد الحمــيد ابن باديس واحدا من أبرز العلماء الجزائريين الّذين كرّسوا حياتهم وجهدهم من أجل تقويم وإصلاح المنظومة التربوية في الجزائر . لقد اِهتم عبد الحميد ابن باديس ببناء شخصية الإنسان وإعداده إعدادًا تربويًا من جميع النّواحي : الرُّوحيَّة والأخلاقية والعقلية ، فتربيته شــاملـة متكاملة ، اِهتمت بالدنيا والآخرة على حدٍ سواء ، ومن هذا المنطلق نطرح الإشكالية التالــــــــــيــة : ماهي أهم المقومات التي اعتمد عليها ابن باديس في تأسيس مشروعه التربوي ؟ وتكـــــمن أهمية هذه الدراسة : في التركيز على المقومات الرُّوحيَّة والأخلاقية والعقلية والإنسانية عند ابن باديس . ويرجع سبب اختيار الموضوع إلى نقص الدراسات في هذا المجال ، أي البحوث المتعلقة برواد الفكر التربوي الجزائري وخاصة عند طلاب قسم الفلسفة كما يرجع كذلك إلى رغبتنا في توضــيح الدَّور الفعَّـــــــال للشيخ ابن باديــــــــــس في إصلاح الوضع التربوي في الجــــــــــــزائر ونبين أن هناك فعلا أعلام في الفكر التربوي الجزائري تستحق أن تكون موضوع بحث ودراسة . وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد مقومات التربية عند الشيخ عبد الحميد ابن باديس وأن التربية عنده شاملة لجميع الجوانب الإنسانية وهي تربية للجسم والروح والعقل معا ، وتهدف إلى الاِنفتاح على الآخر وتكوين الإنسان وتنمية قدراته المعرفية والأخلاقيَّة والاِجتماعيَّة والسياسية .ا

Publié dans la revue: مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية