البنية السردية في رواية "عائد من البعيد" لهدى حنا

Résumé: تأتي هذه الدراسة دف تقديم تصور واف عن مختلف تقنيات السرد في البحث عن البنية السردية للنص الروائي عموما ،والرواية العربية الحديثة خصوصا وذلك بتطبيق المناهج النقدية المعاصرة فكان موضوعنا " البنية السردية في رواية عائد من البعيد" للروائية الفلسطينية "هدى حنا" والتي عانت كغيرها -من الفلسطينيين- التشرد والشتات الذي كان منعطفا رئيسيا في حياة الفلسطيني عموما والمبدعين خصوصا ، ما يعني أن هذه الدراسة تستنطق ما وراء السطور بالبحث في رمزية ألفاظها ومعانيها من خلال التشاكل اللغوي داخل البناء السردي. وقد سارت منهجية البحث على أساس الإفادة من جملة الدراسات التي جاءت متشاة وقدمت في هذا الباب، محاولين في ذلك استكمال الجهود التي تضمنتها هذه الدراسات ،كما اعتمدنا في عملنا على ما توافر لدينا من دراسات قامت أساسا على دراسة الرواية وتحديدا ما تعلق منها بالجانب السردي على وجه الخصوص فبحثنا يسعى إلى كشف البناء السردي للنص النموذج -الرواية- الذي اتخذته الدراسة مجالا لها. إذ ركزنا أساسا على كشف البنى السردية المتضمنة داخل الرواية ،معتمدين بشكل أساسي على المنهج البنيوي في الوصول إلى البنى الصغرى والكبرى للشخصيات ،وكان تركيزنا على الشخصيات لكوا الأكثر فاعلية داخل أي نص إبداعي. واقتضت طبيعة الدراسة أن تتوزع إلى مقدمة ومدخل وثلاث فصول وخاتمة ، تتبعت الدراسة في التمهيد مسار الأدب الفلسطيني بحثا في ملامحه واتجاهاته التي تعددت بتعدد رؤى أصحاا ،غير أا -في العموم- جاءت مرتبطة بالاتجاه الواقعي الذي نجد الفلسطيني نفسه محاصرا فيه ، إضافة إلى البحث في أدب المقاومة الذي شكَّل دعامة أساسية لقيام الأدب الفلسطيني عموما،ونظرا لجملة التحولات التي عرفها العالم على الصعيد الأدبي تمكنت الرواية من اتخاذ مكان على الساحة الأدبية ،بما ينتج من خلالها من إبداعات تحمل هم القضية الفلسطينية فالرواية حتى وإن جاءت في قالب رومانسي فهي تحمل بعدا سياسيا مثاله في ذلك -في نظري- الرواية موضوع الدراسة والتي ترمز فيها صاحبتها لفلسطين ببطلة الرواية فتأمل بتحررها وبقاء أصلها قائما وما يقابله في الرواية فراق البطلين وعودة لقائهما رغم كل الظروف العصيبة التي عصفت بحياما . فالبطلة إذن في بعدها الرمزي هي فلسطين المحتلة. وما يميز هذه الرواية تحول مفهوم البطولة فيها باكتسابه دلالة على الإنسان العادي حيث جاءت البطلة فقيرة معدمة جبلية، صبورة مثابرة، صورا الروائية هذا الشكل لتحملها دلالة متناقضة -إن صح التعبير- في مجتمع براغماتي مادي فقوة العزيمة والفقر هي الصورة التي كانت ولا تزال عليها فلسطين منذ أكثر من نصف قرن. تضمنت الدراسة ثلاث فصول جاء أول فصل فيها بعنوان "اللغة والسارد" بحثنا من خلاله في العتبات النصية انطلاقا من بنية الغلاف من خلال العنوان وصورة الغلاف والألوان متتبعين دور هذه العتبات في تشكيل البناء العام للنص السردي وفهمنا لعلاقتها –العتبات بالمضمون الروائي إضافة إلى التعريف بأهم المصطلحات التي تخدم الموضوع، كما بحثنا في علاقة اللغة وبنية الخطاب السردي من خلال إيضاح العلاقة القائمة بين اللغة والسارد وأشكال السرد وكذا مواقع السرد. وجاء الفصل الثاني تحت عنوان "البنية السردية للنص" وعملنا من خلاله على إجراء مقارنة بين النص والخطاب بعد تعريف كل منهما إضافة إلى استخراج الوحدات السردية من خلال المشاهد السردية وأخيرا كان البحث في بنية الشخصية الروائية ودورها في توجيه المسار السردي بعد التعرف على نظرة النقاد للشخصية كعنصر فني داخل البناء الروائي. أما آخر هذه الفصول فكان بعنوان "تقنيات السرد" تناولنا فيه أكثر التقنيات السردية حضورا داخل الرواية فكان للوصف والزمان الحيز الأكبر في مجال الدراسة بينما لم يشتعل المكان إلا حيزا صغيرا بالمقارنة مبهما ذلك أن الروائية لم تحفل بذكر المكان كثيرا إلا ما جاء متناثرا بين صفحات الرواية كوجه تكميلي للعملية الوصفية أو كحيز مكاني احتوى أحد هذه الأحداث كديكور دون أن تحمله بعدا رمزيا بخلاف الشخصيات التي حملتها رمزية مكانية خاصة تمثلت في شخص البطلة -كما ذكرنا- التي رمزت إلى فلسطين كمكان عانى وتألم. أما في الخاتمة فقد عرضت الدراسة جملة النتائج المتوصل إليها من خلال هذا البحث.

Publié dans la revue: