العلماء العرب والمسلمون ودورهم في التأسيس للأنثروبولوجيا

Résumé: الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) من العلوم الاجتماعية والإنسانية الحديثة التي عرفت مسارها إلى الجامعات ومراكز البحث بشكل فعلي خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ومن الشائع أن هذا العلم ولد في الغرب وارتبط بشكل كبير بالاستعمار، وكانت الدراسات الأولى التي عرفت في هذا الميدان من إنتاج علماء الغرب وباحثيه على اختلاف مناهجهم وأهدافهم ( تقارير عسكرية وإدارية ودراسات أكاديمية). كما يرجع الكثير من الدارسين الفضل إلى الغرب في التأسيس لهذا العلم مع إنكار واضح وربما متعمد لفضل العرب والمسلمين وحقهم في وضع خطط وقواعد ولبنات هذا التخصص، كما يحاول البعض ترسيخ فكرة اقتصار الاجتهاد العلمي في هذا الباب على العلماء الأجانب، وأن هذا العلم لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يكون علما عربيا أو إسلاميا (منهجا وطرقا وأسسا بحثية)، وتبقى بلدان العالم الثالث ومجتمعاته، ومعها المجتمعات العربية الإسلامية، مجالا خصبا للدراسة وإجراء التجارب ومواضيع مهمة للبحث والتنقيب، دون أن تعطى لها الفرصة والمحاولة للمساهمة ولو بالشيء اليسير في ذلك، علما أن مساهمة العلماء العرب والمسلمين ( ابن خلدون، ابن بطوطة، ياقوت الحموي، المقدسي، البيروني...) لا تقل أهمية عن مساهمة علماء الغرب، واجتهاداتهم السابقة واللاحقة لا تقل عن اجتهادات هؤلاء الأخيرين، بل أن بعضهم (العلماء المسلمون) قد فاق بعضا من علمائهم (علماء الغرب) في إسهاماته (ابن بطوطة/ ماركو بولو). ونظرا لكل ذلك سوف نتطرق في هذه الورقة البحثية إلى دور وإسهامات العلماء المسلمين في التأسيس لهذا العلم ووضع قواعده، والمناهج التي اتبعوها، وكذا النظرة الإستشرافية المستقبلية نحو التأسيس لأنثروبولوجيا عربية إسلامية.

Publié dans la revue: مجلة التغير الاجتماعي