انعكاس الاتفاق النووي الايراني على الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية
Résumé: تلخص هذه الد ا رسة مسار قضية مهمة في العلاقات الدولية، وقد أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام خاصة من طرف الدول الكبرى، وهي المشروع النووي الإيراني، ولأن إسرائيل تعد من نفس المنطقة التي تتواجد فيها إيران، فهي تعمل بجدية حول فكرة الاحتكار النووي في منطقة الشرق الأوسط، أي أنها لا تسمح لأي دولة أخرى من السعي لأجل امتلاك السلاح النووي، الشيء الذي جعل من البرنامج النووي الإيراني يأخذ أبعاد خطيرة قد وصلت إلى التهديد باستخدام ضربات نووية على المنشآت الإيرانية لتدميرها، كما أن للخصوصية التي تتمتع بها منطقة الش رق الأوسط من اختلافات كثيرة وتنوع ثقافي وحضاري ولغوي، مما جعل الأمر يزداد صعوبة وتعقيد فأخذ هذا الموضوع أهمية كبيرة لدى الباحثين. برزت إسرائيل كدولة ضمن دول العالم، فلم يكن تكوينها مثل التكوين الطبيعي للدول الشيء الذي جعلها تفكر في كيفية تعاملها مع منطقة معادية لها في كل شيء واتخاذها للقوة كوسيلة بل وغاية، فمنذ عام 0491 و " الهاجس الأمني" هو المفردة التي تتعدد مجالات استخدامها أكثر من أي مفردة أخرى، سواء في السياسة الخارجة الإسرائيلية أو في مراكز صنع القرار، أدى بهذه الدولة إلى صياغة عقيدة عسكرية تضمن لها بقائها واستمراريتها، مع الأوضاع الجغ ا رفية والسكانية والاقتصادية للدول العربية غير المتكافئة فكانت انعكاسا للطريقة التي أنشأت بها هذه الدولة . فهي عبارة عن مجموعة من المبادئ التي تحكم هذه العقيدة العسكرية، أو الاست ا رتيجية العامة لاستخدام القوات المسلحة الإس ا رئيلية تحقيقا للأهداف السياسية للدولة الصهيونية في مختلف الم ا رحل والظروف، وتجلت هذه المبادئ في كل من "التفوق النوعي" و"الردع" اللذين يشكلان أساسا في العقيدة العسكرية الإس ا رئيلية، إضافة إلى مبدأ "الحدود الآمنة " وما يلاحظ على هذه العقيدة أنها تمتاز بالثبات والتغير في نفس الوقت. إن المشروع النووي الإي ا رني الذي مر بعدة م ا رحل، وكل مرحلة كانت تختلف عن المرحلة الأخرى في أحداثها وأهميتها وفي تأثيرها على المشروع النووي.. ويمكن تقسيم البرنامج النووي الإي ا رني إلى عدة فت ا رت: الفترة الأول كانت البداية مع نظام الشاه سنوات 0421 إلى غاية الثورة الإسلامية في إي ا رن 0414 م حيث أن هذه الفترة كانت حجر الأساس للبرنامج النووي، وقد كان الدعم الغربي عامة والأمريكي، خاصة من أهم العوامل التي ساعدت ودعمت نظام الشاه للحصول على التقنيات لأجل البرنامج النووي وانشاء المفاعلات النووية على غ ا رر مركز طه ا رن في 0421 م، وبحصولها عام 0411 م على منزلة الدولة الأكثر رعاية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، لتعتبر هذه المرحلة وهذا الدعم الأمريكي خاصة من أهم عوامل بناء مفاعلات نووية لإي ا رن. الفترة الثانية كانت مع الثورة الإسلامية في إي ا رن 0414 م والتي كانت بدايتها معادية للغرب تماما وخاصة للولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل البرنامج النووي الإي ا رني يت ا رجع وبشكل كبير خاصة في الخمس سنوات من الثورة الإي ا رنية، لكن قادة الثورة أدركوا جيدا أنه يجب العودة إلى إحياء البرنامج النووي الإي ا رني وبسرعة وذلك لكسب القوة في إقليم جغ ا رفي يتسم بالاختلاف والص ا رع الحرب مع الع ا رق فاتجهت إي ا رن نحو الشرق خاصة نحو كل من روسيا والصين، وقد ساعدا إي ا رن في بعث برنامجها النووي من جديد. ومن خلال د ا رستي لبداية البرنامج النووي الإي ا رني وتطوره بالشكل الذي مكنها في الأخير من كسب التقنيات النووية وفي تخصيب اليو ا رنيوم بنسب عالية الشيء الذي قد يجعل من إي ا رن في خلال سنتين على أكثر تقدير من صنع القنبلة النووية لتدخل إي ا رن النادي النووي فعليا وبقوة، يتضح لي أن الدعم الأمريكي والغربي في عهد الشاه كان له الأثر الكبير في انطلاق المشروع النووي الإي ا رني وبالرغم من عداء إي ا رن للغرب بعد الثورة وقطع كل العلاقات معها، ومع العقوبات الاقتصادية الكبيرة على إي ا رن نجد أن إي ا رن تمكنت من المضي في إتمام مشروعها النووي رغم ذاك، وهذا يرجع إلى الإ ا ردة الجادة من طرف القادة الإي ا رنيين وعلى التماسك الداخلي في إي ا رن والى الدعم الروسي الصيني لها، مما مكنها في الاستم ا رر في العمل على البرنامج النووي رغم العقوبات الغربية، وهذا شيء يحسب لها وبعد كل العقوبات التي فرضت على إي ا رن والعداء من طرف الدول الغربية، نجد ان إي ا رن في سنة 5102 م تستطيع الوصول إلى صغه تفاهم مع الغرب، في اتفاق نووي تاريخي على حسب تعبير واشنطن. 0 انعكاسات كثيرة على الاست ا رتيجية + فرض الاتفاق النووي الإي ا رني مع دول 2 الأمنية الإس ا رئيلية، وعلى منطقة الشرق الأوسط ككل، ولأن إس ا رئيل أول دولة نووية في منطقة الشرق الأوسط، وهي تتبع في ذلك عقيدة بيغن لاحتكار السلاح النووي في عدم السماح لأي دولة بامتلاك السلاح النووي في المنطقة، ومن هذا المنطلق ترفض إس ا رئيل المشروع النووي الإي ا رني، وترفض أي اتفاق من أي نوع قد يمكنها من إنجاح مشروعها . ولكن ما حدث في مدينة لو ا زن 5102 من اتفاق نووي وصفته واشطن بأنه تاريخي والذي جاء برفع العقوبات الاقتصادية، والسماح باسترجاع أموال إي ا رن في الخارج، و العمل على مشروعها النووي تحت مظلة أممية كما الاستم ا رر في تخصيب اليو ا رنيوم، الشيء الذي أدخل إس ا رئيل في مرحلة حرجة ووصفته بأنه اتفاق غير شرعي وهو تجاوز خطير قد يؤدي إلى إشعال حرب نووية، وقد وصف رئيس الوز ا رء بنيامين نتنياهو هذا الاتفاق بالخطأ التاريخي، وأنه سيشكل تهديد مباشر لأمن إس ا رئيل، وبرغم من تباين الآ ا رء في إس ا رئيل حول الاتفاق النووي الإي ا رني فكل الفصائل متفقة حول خطورة الاتفاق النووي، وقد حملت المعارضة في إس ا رئيل بنيامين نتنياهو المسؤولية التامة في عدم قدرته على إفشال هذا الاتفاق في وقت ما. الملاحظ انه بعد الاتفاق النووي الإي ا رني، بدأت إس ا رئيل في است ا رتيجية جديدة للتأقلم على الوضع الجديد في المنطقة، بإعادة النظر في الاست ا رتيجية الإس ا رئيلية وم ا رجعة التهديدات الإقليمية الأمنية على إس ا رئيل وعلى الصعيد الدولي لجأت إس ا رئيل إلى الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية عبر اللوبي الصهيوني، وعلى التأثير على ال أ ري العام العاملي بخطورة الاتفاق النووي الإي ا رني على العالم. يوجد أكثر من سيناريو للعلاقات الإي ا رنية الإس ا رئيلية لما بعد الاتفاق النووي الإي ا رني مع الدول الكبرى سيناريو استم ا رر الوضع ال ا رهن كما هو، أي استم ا رر إي ا رن في تخصيب اليو ا رنيوم وفق الاتفاق واستم ا رر إس ا رئيل بالتنديد والتهديد و الضغط عبر اللوبي الصهيوني على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى ال أ ري العام العالمي بخطورة إي ا رن إذا تكمنت من امتلاك السلاح النووي . سيناريو آخر وهو الخيار العسكري وتوجيه ضربة نوعية على المنشآت النووي الإي ا رنية وتدميرها، لكن لهذا السيناريو أبعاد خطيرة على الدولتين وعلى المنطقة ككل، لذا فإن سيناريو الحسم العسكري مستبعدا، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار نوعية السلاح الذي قد يستخدم في الهجمات الإس ا رئيلية والرد من إي ا رن بهجمات مماثلة وبسلاح شبيه، الخيار العسكري قد يكون أبعد البدائل للتعاطي الدولتين مع الخلاف الذي فرضه السلاح النووي وذلك للخسائر الكبيرة التي يحدثها في المنطقة، ثم إن هذا الخيار كان مطروحا منذ زمن بعيد ولم يلجأ له، فكيف تفعله إس ا رئيل في هذا الوقت وقد أصبح لدى إي ا رن قوة ردع، تستطيع ضرب العمق الاست ا رتيجي الإس ا رئيلي، والحاق أض ا رر كبيرة بها . السيناريو الثالث والذي يتحدث عن إمكانية إب ا رم اتفاق سري بين إي ا رن واس ا رئيل لتفادي فرضية المواجهة العسكرية، قد يبدو هذا السيناريو أبعد الخيا ا رت للدولتين خاصة وأنهما ومنذ زمن بعيد وهما في ص ا رع إعلامي كبير وتبادل للشعا ا رت الإعلامية المحرضة سواء من طرف إي ا رن مثل ) إفناء إس ا رئيل( أو من طرف إس ا رئيل في أن إي ا رن تشكل تهديد مباشر لها، ويجب مهاجمتها والقضاء عليها. لكن المتتبع لتاريخ العلاقات الإي ا رنية الإس ا رئيلية سواء زمن الشاه او ما بعد الثورة الإي ا رنية يعلم جيدا أنه كان عداء وهمي إعلامي فقط، فلم تحدث أي هجمات مباشرة بين الدولتين منذ إنشاء إس ا رئيل، ولم تحاول إس ا رئيل ضرب أي منشأة نووية إي ا رنية مثل مفاعل بوشهر الذي كان دائما هدف مكشوف لدى ال ا ردا ا رت الإس ا رئيلية، وأيضا حجم المبادلات التجارية الضخمة، خاصة في بيع وش ا رء الأسلحة مما يدفع إلى تبني خيار الاتفاق السري بين إي ا رن واس ا رئيل، قد يكون هناك مشكلة واحدة في الأمر، وهو عن حجم المصالح لدى كل دولة فلا ننسى أن إي ا رن تتوسع نحو الشرق أكثر في الأ ا رضي الع ا رقية والسورية واللبنانية مما يجعلها على خط التماس مع إس ا رئيل، كما ان دخول إي ا رن يجعل لإس ا رئيل منافسا قويا على السيطرة على المنطقة، لكن أظن ان كل من إي ا رن واس ا رئيل سيتوصلون إلى اتفاق يحفظ مصالح كل دولة دون المساس بمصالح الدولة لأخرى. قد فرض الاتفاق النووي الإي ا رني مع الدول الكبرى توازنات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، لكن يبقى احتمال اختلال مي ا زن توازن القوى وارد جدا، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الاختلافات الإيديولوجية الكبيرة في المنطقة، والتي قد تتخذ كذ ا رئع لأجل سيطرة وتعميم إيديولوجية عن أخرى، كما أن هذه الاختلافات تغذى لأجل التفكير في إنشاء دولة لكل إيديولوجية أو لكل مذهب، أي تفكيك الدولة الواحدة، خاصة في كل من سوريا والع ا رق، كما أن تنامي خطر الجماعات المسلحة سيكون الأمر الأكثر خطورة على مستقبل المنطقة، فحتى ولو سلمنا بأن هذه الجماعات المسلحة هي من صنع الاستخبا ا رت أي كانت هذه الاستخبا ا رت، فلن تستطيع أن تتحكم فيها مع مرور الوقت وسوف تكون خطر عليها وعلى المنطقة بشكل كبير، أما بالنسبة لإس ا رئيل فهي تسعى لأجل التأقلم مع الوضع الجديد وذلك لفقدانها ميزة المبادرة على خلاف العادة، فقد كانت دائما صاحبة المبادرة في جل الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما قد يجعل من إس ا رئيل تشعر بالنقص، لذا فإن الاتفاق النووي الإي ا رني سيعيد ترتيب الأولويات بالنسبة لإس ا رئيل التي تعتبره خطأ تاريخي وتهديد للمستقبل الجمعي للأمم
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!