دور القيادة الإدارية في تحقيق متطلبات إدارة الجودة الشاملة - دراسة ميدانية بمؤسسة كوندور ببرج بوعريريج

Résumé: مما سبق نستنتج أن القيادة الإدارية لها دور كبير, وفعال في تطبيق أسس ومبادئ إدارة الجودة الشاملة داخل المؤسسة، لأن نجاح هذه الأخيرة مرتبط بتوفير وتسخير جميع الإمكانات, والموارد اللازمة, وفي مقدمتها أهمها القيادة الإدارية باعتبارها الوسيلة الوحيدة القادرة على الإبداع والتطوير, و الاستثمار في المعلومات والطاقات البشرية وكذا حسن إدارة التغيير،كما أن القيادة الإدارية وفي مسعاها لتحقيق ذلك تستعين بمجموعة من الأنظمة التي تكفل نجاحها في تحقيق نموذج الجودة الشاملة ، ومن بين هذه الأنظمة نظام ثقافة التسيير، وهو نظام يقوم على مبدأين أساسيين: مبدأ الاتصال ومبدأ اتخاذ القرار ، فمبدأ الاتصال يعد بمثابة العمود الفقري للمؤسسة ، ومن خلاله تعمل القيادة الإدارية على تنمية علاقات اجتماعية اتصالية تتسم بالأخذ والتشاور ، وطرح الاقتراحات والأفكار وبذلك يتحقق الفهم المشترك للأهداف وتناسق الجهود، والتحسين المستمر وحل المشكلات. في حين يعتبر مبدأ اتخاذ القرار دافعا تستعين من خلاله القيادة على تمكين العمال من المشاركة في إعطاء الحلول, والاقتراحات لحل مشكلة العمل, والمبادرة, وتحمل المخاطر والمسؤولية ومن ثمة تحسس العاملين من خلالها بالمساءلة الذاتية مما يدفعهم إلى التجديد والابتكار وهذا ما يخلق لهم نوع من الولاء للمؤسسة. كما يجب أن تسند القيادة الإدارية إلى شخص واع تماما بثقافة التسيير, فمن متطلبات المسير أن يكون محللا للعوامل التي تؤخر عملية الإنتاج ، ومشخصا للعلاقات بين الأفراد, والقيم والمعايير داخل وحدته ، والأخذ بالقيم الثقافية لكونها عنصرا مهما ومؤثرا في درجة نجاح, وفعالية التنظيم أو فشله، أي إن الشخص الذي سيقود الجودة يجب أن تتوفر لديه الشخصية, والنشاط, والرؤية الواضحة لعملية تحسين الجودة , من هنا فنموذج الجودة الشاملة يرتبط كل الارتباط بالتوجهات الثقافية و التسييرية والعلمية للقائد الإداري القادر على إدارة العلاقات والروابط الاجتماعية في نسق تفاعلي ،وبرؤية ديناميكية للتغيرات التي تحتاجها المؤسسة حتى تتطابق استراتيجياتها وأهدافها مع أهداف عامليها، لذلك فإن الجودة تتطلب تغييرا في الثقافة المشتركة للقادة والعاملين بالمنظمة كون نجاح هذه الأخيرة يتطلب دراسة القيادة, والمشاركة الفعالة, والمقاييس المعتمدة في ذلك. ونشير إلى أن أسلوب القائد وسلوكه ينعكس على الآخرين, كون القائد هو النموذج ، فإذا كان يؤمن بالأهداف التي يحددها فإن المرؤوسين يراقبون هذا القائد, ويمتثلون بخطاه, فالقائد الذي يهتم بالزبائن سوف يولي جميع المرؤوسين الزبائن اهتمامهم الكبير ، لأن قيم المؤسسة تؤسس وفق نموذج القائد. وفي الأخير نرى أن مؤسسة كوندور ببرج بوعريريج تعتبر بمثابة قدوة في مجال الجودة, والاهتمام بالمورد البشري للمؤسسات الجزائرية ، خاصة منها غير الحاصلة على شهادة الإيزو، لذلك فإن هذه المؤسسة تستحق التقدير والاحترام وتقديم التشجيع اللازم لمواصلة الاهتمام بالجودة.

Publié dans la revue: