متصوفة المغرب الأوسط من خلال كتاب التشوف الى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي لصاحبه أبي يعقوب يوسف بن يحي التادلي (ابن الزيات) (ت 617هـ/1220م)

Résumé: أسهمت المدرسة الصوفية في بلاد المغرب الإسلامي والمغرب الأوسط الجزائر حاليا بصفة خاصة، في نشر تعاليم الإسلام المتزنة من خلال ما كانت تحمله من قيم إسلامية عالية، تسمو بالروح البشرية الى ذلك الرباط الروحي بين المخلوق وخالقه. فحركة التصوف تعد معلما هاما في التاريخ الاجتماعي لبلاد المغرب الأوسط، حيث جاءت بعد تلك الأزمات التي تعرض لها المجتمع وتلك التناقضات بين الحاكم والمحكوم، فكان من الواضح أن يساهم المتصوفة في خلق ذلك التوازن المجتمعي والذي ظهر جليا على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية خاصة خلال القرنين السادس والسابع الهجريين. وفي ظل هذه المظاهر والسلوكيات المرفوضة أخلاقيا وفق تعاليم الإسلام الحنيف جعل من المجتمع الإسلامي عامة ومجتمع المغرب الإسلامي والأوسط خصوصا يبحث عن بديل يقودهم الى بر الأمان من أجل لملمة الأمور ومعالجتها فكان بذلك ظهور شريحة المتصوفة والزهاد الذين أعطوا بظهورهم للسلطة والجاه وحملوا على أكتافهم سياسة التطهير ومحاربة الآفات الاجتماعية. تجسيدا لتلك الدعوة ظهرت الكتابات الصوفية التي مكنت لعلم التصوف وترجمت للعديد من المتصوفة، فكان من بينها كتاب ( التشوف الى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي لصاحبه أبي يعقوب يوسف بن يحي التادلي الذي عرف بابن الزيات المتوفى سنة 617 هـ/1220م)، الذي يعد من أهم المصادر التي استطاعت الكشف عن مناقب كثير من الصلحاء والأولياء في المغرب الأوسط ،حيث ضم هذا المؤلف بين دفتيه أخبار ما يزيد عن مائتين وسبعة وسبعين من رجالات العلم والتصوف والكرامة استطعنا أن نرصد منهم ثلاثة عشرة من رجال التصوف في بلاد المغرب الأوسط.

Publié dans la revue: مجلة قبس للدراسات الإنسانية والاجتماعية