الاستراتيجية الأمنية الصينية في منطقة جنوب شرق اسيا: في فترة ما بعد الحرب الباردة
Résumé: لقد تمحورت هذه الدراسة حول الاستراتيجية الأمنية الصينية في جنوب شرق اسيا بعد الحرب الباردة كألية لفهم مكانة الصين في المنطقة وفي القارة والعالم، ان العلاقة بين الصين ودول جنوب شرق اسيا قد مرت بمرحلتين أساسيتين هما: الأولى امتدت من الثورة الى زمن وفاة "ما وتسي تونغ"والثانية بدأت من زمن تسلم الزعيم "دنغ هيسياو بنج". ان الدراسات التي تعلقت بمسالة الاستراتيجية الأمنية الصينية في فترة ما بعد الحرب الباردة تبين ان موقفها الأمني يتمركز في مستوّ جيد وذلك بحكم انهيار عصر الثنائية القطبية وزوال التهديد السوفياتي الموجه ضدها من الشمال وتقلص كل التوترات الحدودية وغياب اشكال المواجهات العسكرية هذا ما شكل حالة من الاستقرار في المنطقة. ان المصالح الصينية قد تغيرت وذلك بسبب ان الخطر لم يعد ذو طبيعة عسكرية صرفة بعدما تنوعت اشكاله وانماطه وتحولت معظم اهتمامات الصين الأمنية نحو توفير بيئة آمنة ومناخ مستقر على المدى الطويل مما يسمح لها باستكمال تجربتها التنموية النموذجية وحماية خصوصياتها المحلية من آثار الانفتاح على العالم الخارجي .هذه المؤشرات لا تقلل من أهمية المخاطر المحتملة على امنها بسبب نزاعاتها مع الدول المجاورة حول الأرض والجزر الموجودة في بحر الصين الجنوبي المتمثلة في جزر سبراتلي و البارسيل كما لا ننسى القضية الأساسية المتعلقة بتايوان التي تعتبر من صميم قضايا الوحدة الوطنية . ان التوجهات العامة للصين في هذه المنطقة تتمثل في: 1= استمرارية الوضع على ما هو عليه لكن هذا مستبعد وذلك لتغير المناخ الاقتصادي ونمو القوة الصينية. 2=احتمالية اشعال المنطقة وهذا أيضا بعيد لان الصين تستعمل استراتيجية ذات الية هادئة وغير تصادمية وهذا يجعل الصراع فكرة غير واردة. من خلال هذا يرجح الاحتمال الاخير والمتمثل في الهيمنة الصينية في المنطقة خاصة في المجال الاقتصادي وهذا جلّي وبدا يظهر أثره على الجوانب الأخرى. هذه الهيمنة ما كانت تجسد لولا القدرات التي تتميز بها الصين والتي ترجمت في استراتيجيتها. نجد ان الصين وفي إطار صعودها العالمي تتبع استراتيجية إقليمية، وهذا بالهيمنة على المحيط الإقليمي خاصة المنطقة الرخوة فيه وهي جنوب شرق اسيا. ان الهيمنة الصينية على المنطقة تتأثر بالقوى الفاعلة الأخرى وهذا التأثر يكون بناء على قوة وضعف هذه القوى في المحيط الإقليمي الصيني وهنا تبرز الولايات المتحدة الامريكية التي تعد اهم طرف معرقل للدور الصيني وهذا لقوة هذا الطرف في جميع الجوانب خاصة العسكرية والتفوق الكبير للبحرية الامريكية في المحيط الهادي خاصة ما تعلق بقضية تايوان التي تجسد الخلاف بين الصين والولايات المتحدة الامريكية. اليابان الذي يعد أكبر معرقل إقليمي للصين وهذا راجع الى القوة الاقتصادية اليابانية التي تحتل المرتبة الأولى في اسيا وأكبر متعامل مع دول جنوب شرق اسيا لكن هذا الدور في تراجع وذلك بسبب: الانكماش الاقتصادي والانغلاق الداخلي في المجتمع الياباني الذي يضاف اليه القوة التي تتطور بها الصين في المجال الاقتصادي والذي يعتبر المعوض الرئيسي.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!