جوانب من السياسة القمعية الإستعمارية الفرنسية وأشكالها (1830-1954)

Résumé: مرّت الجزائر بأصعب فترة في تاريخها المعاصر وهي مرحلة الاحتلال الفرنسي الذي إستمر 132 عاما (1830 – 1962)، وقد تميّز هذا الاحتلال بسياسات قمعية شرسة شملت التعذيب، القتل والتهجير الجماعي لأبناء الجزائر، محاولا بشتى الطرق والوسائل طمس الهوية الوطنية والثقافية من خلال تدمير المساجد والمدارس، من أجل تحطيم وضرب العقيدة الدينية للجزائريين، وأيضا تحقيق أهدافه الخبيثة بإستخدام أساليب وحشية وارتكابه للمجازر الجماعية، منتهجا بذلك سياسة شاملة على أبناء الشعب الجزائري مسّت عدة جوانب منها الجانب الإداري، الاقتصادي، التعليمي والديني، أي أن الاحتلال الفرنسي ركز في سياسته الإجرامية على إستهداف مقوّمات وركائز الأمة الجزائرية، بُغية هيمنته على الأراضي الجزائرية. وعشية إندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر1954، إتّخذت السلطات الإستعمارية جملة من الإجراءات والممارسات القمعية والعسكرية، للقضاء عليها في مهدها شملت هذه الإجراءات إستخدام شتى أنواع التعذيب والترهيب في حق أبناء الجزائر على غرار الصعق الكهربائي والاحتجاز في ظروف قاسية وغيرها، مسّت العديد من الجزائريين، بهدف عزلهم عن الثورة. كما اعتمدت السلطات الفرنسية على إستراتيجية قمعية وأساليب مختلفة عبر عدة مشاريع ووسائل إغرائية مثل مشروع "جاك سوستيل"الإصلاحي، الذي يرمي إلى إفراغ الثورة من محتواها وعزلها عن وسطها الشعبي، وإظهارها بأنها ثورة جِيّاع جاءت نتيجة تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للجزائريين. وعلى إثر الضربات الموجعة والإنتصارات المتتالية التي حققتها الثورة التحريرية في سنواتها الأولى (مرحلة القوة والتنظيم)، على عدة أصعدة (العسكرية-السياسية والدبلوماسية)،التي أرعبت السلطات الاستعمارية الفرنسية وأجبرتها على اتخاذ إجراءات ومواقف متعددة من أجل القضاء على الثورة التحريرية، من خلال إعتمادها على عدة مشاريع وخطط وبرامج وإجراءات قانونية جديدة تدخل ضمن الإستراتيجية الفرنسية المتبعة في قمع الثورة وتشديد الخناق عليها وعلى الشعب الجزائري، حتى تبقى الجزائر قطعة فرنسية تابعة لفرنسا الأم، مستعملة من أجل ذلك أبشع الطرق والوسائل المحرّمة قانونيا ودوليا.

Publié dans la revue: مجلة قبس للدراسات الإنسانية والاجتماعية