دراسة تاريخية لأسباب تعقيد ظاهرة تقعيد النحو العربي

Résumé: نشأ النحوُ العربيُّ في العقود الأولی من العصر الإسلامي علی ید أبي الأسود الدؤلي وذلك لِما رأی من تفشّي ظاهرة اللّحن بین الموالي والعبید وحتی العرب أنفسهم. جاء النحاة بعد أبي الأسود الدؤلي وأكملوا طریقه في وضع الأسس النحویّة لصون المتكلّم عن الخطأ في الکلام إلّا أنّهم حمّلوا النحو ممّا لا یحتمل من المعاییر العقلیّة والمنطقیّة. لم تنحصر عوامل التعقید علی هذا العامل فحسب وإنّما ظهور المدارس النّحویة وتعددُّها وظهور التنافس والتّخاصُم بین أتباع المدارس والتعظیم المغالي لأئمة النحو من قبل أتباعهم وتلامیذهم والسیاسة وما أدّت من دور في إذکاء شعلة الخلافات بین النحاة ممّا أدّی إلی ظهور آراء عدیدة ومتباینة في المسألة الواحدة. في هذا البحث الذي اعتمدنا فيه على المنهج التاريخي درسنا أسباب التعقيد التي طرأت على النحو العربي ومن أهم النتائج التي توصلنا إليها هي؛ بما أن أغلب النحاة الذين تولّوا تقعيد الضوابط اللغوية هم من غير العرب لذا يلاحظ الدارس أنهم فرضوا نوعاً ما معاييرهم ومقاييسهم المسبقة على اللغة العربية وذلك بسبب النظرة المنبعثة من خارج إطار اللغة العربية نفسها. ومما فرض على النحو العربي حالة من الجمود هو اكتفاء بعض النحاة الأوائل كسيبويه بلغة مجموعة محددة من القبائل العربية وصرف النظر عن لغة قبائل أخرى كقبائل الشام واليمن.

Publié dans la revue: الاكاديمية للدراسات الاجتماعية و الانسانية