إدارة الجودة الشاملة كمدخل لتحسين أداء الإدارات العمومية

Résumé: لا يختلف اثنان بأن مفهوم إدارة الجودة الشاملة ارتبط فكريا وعمليا بالمنظمات التي تسعى إلى تحقيق أرباحها وتعزيز مركزها التنافسي، من خلال تحسين نوعية إنتاجها بما يتناسب واحتياجات زبائنها. ونشأت الجودة الشاملة كنظام إداري في الیابان مع بدایة القرن العشرین، وبعد النجاح الذي حققته انتشرت هذه الفكرة وحاولت العدید من المنظمات الغربیة تطبیقها في منظماتها وكانت الولایات المتحدة الأمریكیة من أوائل الدول التي التزمت بفلسفة الجودة. غير أن فكرة الجودة الشاملة سرعان ما قوبلت بالتبني من قبل الإدارة في المؤسسات العمومية سعيا منها إلى تطوير وتحسين الأداء بصفة مستمرة اعتبارا من أن مدخل الجودة الشاملة هو مدخل استراتيجي لإنتاج أفضل خدمة ممكنة . ويعد تحسين جودة الخدمات العمومية المقدمة للمواطن من الأهداف الأساسية التي تسعى غليها اليوم برامج تحديث وعصرنة الإدارة العمومية ذلك أن هذا الهدف يعد ضمانة أساسية لتحسين علاقة الإدارة بالمواطن من خلال تحسين أساليب الاستقبال وتبسيط الإجراءات الإدارية والارتقاء بأساليب التواصل والاستماع للشكاوي من أجل توفير ذلك الجو الذي يعزز ثقة المواطن بالإدارة و بالتالي ضمان الولاء للدولة و بالنظر إلى السياق الفكري الذي برزت من خلاله نظرة إدارة الجودة الشاملة والإطار الذي تعمل وفقه الإدارة العمومية نحاول من خلال هذه الورقة أن نكيف إمكانية تطبيق مبادئ الجودة الشاملة مع معطيات الإدارة العمومية .

Publié dans la revue: مجلة دراسات في علم إجتماع المنظمات