الفساد و مكافحته من منظور إسلامي

Résumé: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ﴾ [ القصص: 76-77]، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، الذي جاء يدعو إلى الخير والصلاح وينهى عن الشر والفساد، وعلى آله وصحبه الطاهرين والذين سلكوا طريقه واتبعوا نهجه إلى يوم الدين. تعاني دول العالم في العقود الأخيرة من مشكلة الفساد التي كانت محدودة الانتشار فإذا بها أضحَت القضية التي تؤرق الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. حكومات ودول كثيرة انهارت بسبب استشراء الفساد فيها، وما الثورات التي جاء بها الربيع العربي إلا نتيجة للفساد الذي استشرى في بلادنا العربية بشكل كبير يفوق الوصف والخيال .. وحتى الدول المتقدمة لم تسلم من الفساد وظاهر للعيان أن ما يحصل لليونان - وهو بلد ينتمي للسوق الأوروبية المشتركة - من انهيار اقتصادي وإفلاس عام سببه الفساد .. ولا يختلف أحد على أن كافة المجمتعات في الشرق والغرب تحتوي على قدر معينّ من الفساد، إذ لا يوجد على وجه البسيطة ذلك "المجتمع الفاضل" الذي يخلو تماماً من الفساد والمفسدين. ولكن القضية التي تشغل بال المجتمع العربي هذه الأيام، ليست بالتحديد وجود قدر ما من الفساد في معاملاتنا اليومية، بل حجم الفساد واتساع دائرته وتشابك حلقاته وترابط آلياته بدرجة لم يسبق لها مثيل من قبل، مما يهدد مسيرة التنمية ومستقبل مجتمعنا العربي في الصميم.

Publié dans la revue: دراسات وأبحاث