اصحيح الإمام البخاري بين عناية المغاربة و شروحات المشارقة

Résumé: إن كتاب صحيح البخاري هو الكتاب الذي أجمعت الأمة على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله،وتلك عبارة ترددت كثيرا كلما تكلم الباحثون عن مكانته ومرتبته من كتب الحديث التي ألفت قبله وبعده كالموطأ للإمام مالك وغيره. وهو الكتاب الذي أصبح به الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث كما يحلو لبعض الأئمة أن يلقبوه بذلك. وقد كتب الله له الظهور والخلود ورفع ذكره مقترنا بالصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما هو أسمى كتاب بعد كتاب الله فهو أسمى مؤلفات البخاري، وتعتبر مؤلفاته التي صنفها كمقدمة أهلته لهذا الكتاب العظيم، فلم يشرع في تصنيفه الا بعد رحلة واسعة رسخت قدمه بمعرفة الرجال ورواة الحديث وأحوالهم جرحا وتعديلا، توثيقا وتضعيفا، ويعد صحيح البخاري الكتاب الأهم في حياة البخاري حيث إقتطع من حياته العلمية فترة طويلة، وأخذ منه عناية فائقة، وبذل فيه المهج، وأشاد علماء الحديث وأئمة السنة بصحيح البخاري حيث اتفقوا "على أن أصح الكتب بعد القرآن الصحيحان؟ البخاري ومسلم وتلقنهما الأئمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة و غامضة وقد صح ان مسلما كان ممن يستفيد من البخاري، ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث، وهذا الذي ذكرناه من ترجيح كتاب البخاري هو المذهب المختار الذي قاله الجماهير وأهل الإتقان والحذق والغوص في أسرار الحديث... تحاول هذه الدراسة أن تقدم عملا إحصائيا، وجهدا ببيبليوغرافيا عما قدمه علماء المشرق وأعلام المغرب حول صحيح البخاري من بحوث وشروحات بعيدا عن أي تحيّز مقيت، أو انتقاص مغرض ينآلى عن الروح العلمية، والأحكام الموضوعية فليس هناك تفاوت ظاهر بين جهود المشارقة، وعناية المغاربة بصحيح البخاري إلا في طرائق التناول وأساليب الدراسة وغزارة الإنتاج كما لا تعد هذه الدراسة مقارنة بين الجهود الجبارة التي بذلت خدمة لصحيح البخاري لأنه ملك للأمة برمتها. فكيف كانت عناية أهل المشرق وأهل المغرب بصحيح البخاري؟ وما هي الشروح التي قدمها العلماء؟ وهل في الإمكان إخراج شرح معاصر يلبي حاجات العصر ومتطلبات العقل المعاصر في ظل التحديات التي تعيشها أمتنا؟

Publié dans la revue: دراسات وأبحاث