تاريخ الجزائر في منظور الكتاب الفرنسيين: الشبهات المنهج والأهداف

Résumé: : يتناول هذا البحث قضية ذات أهمية بالغة، تتعلق بالتاريخ لا كمجرد أحداث، أو مراحل طواها الزمن، بل قضية مصيرية تخص مسارا تاريخيا كاملا لأمة وشعبا طوال آلاف السنين، والذي حاولت فيه الدراسات الإستشراقية والفرنسية بالخصوص، من خلال مناهجها ومدارسها، دراسة وكتابة تاريخنا وفق أغراضها وأهدافها الاستعمارية، ولاسيما أصحاب المدرسة الوضعية التي لا تعترف بالدين ولا بالقيم، فشوَّهت التاريخ ووجَّهته نحو الوجهة السلبية، بل حرَّفته وفسَّرته تفسيرا ماديا مغرضا بحجة تطبيق مناهج علمية، وهو ما أثَّر سلبا في نظرة وقراءة أبناء الوطن لتاريخهم، بلغت بهم أحيانا حد التبرُّؤ منه والدعوة إلى رميه في المزبلة، ناهيك عما نشرته تلك الدراسات من صراعات وفرقة، وكره للتاريخ، وللأسف لا تزال هذه الآثار والأفكار إلى الآن في مخيلة كثير من أفراد المجتمع، وبالتالي حان الوقت لإعادة النظر في تاريخنا وفهمه بمنظور وطني يخدم مصالحنا الوطنية. عالجنا هذا البحث من خلال العناصر التالية: 1- التعريف بالمدرسة الوضعية: برزت هذه المدرسة بوضوح في القرن 19م وكان من روادها الفرنسي أوغيست كونت. 2- أثر النزعة الوضعية على الكتابة التاريخية: تزامن ظهور هذه النزعة مع بداية الاهتمام بالتاريخ أواخر القرن 18م حيث ظهرت فلسفة التاريخ التي أعطت له تفسيرات وأبعاد قومية واقتصادية واجتماعية. 3- الفرنسيون وتاريخ الجزائر: جاء الاحتلال الفرنسي للجزائر في ظل اكتمال أفكار المدرسة الوضعية والتي تم تطبيقها في الجزائر كأحد أساليب الاستيطان والاستغلال. 4- النظرة لتاريخ الجزائر ومنهج كتابته: كُتب تاريخ الجزائر بطريقة مشوهة وانتقائية لأغراض استعمارية، وحقد صليبي. وقد طرحنا لهذا البحث الإشكالية التالية: ما مسار تاريخ الجزائر وكتابته في ظل المدرسة الوضعية، وما تأثير هذه النزعة في ثقافة وبنية المجتمع الجزائري ؟ وهل نحن أمام ضرورة إعادة بناء وتفسير تاريخنا ؟

Publié dans la revue: دراسات في التنمية والمجتمع